الخرطوم: صلاح مختار 1 سبتمبر2022م
وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، رئيس الدورة الحالية لمنظمة الإيجاد، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان صباح الثلاثاء إلى جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان، في زيارة رسمية تستغرق يومًا واحدًا، يشهد خلالها تخريج الدفعة الأولى من القوات المشتركة، تنفيذًا لاتفاق السلام المنشط بجنوب السودان، وذلك بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية.
وشارك رئيس مجلس السيادة الانتقالي في احتفال تخريج القوات المشتركة بصفته رئيس الإيجاد، التي تشرف على تنفيذ اتفاقية السلام بالجنوب، فضلًا عن أن السودان يعد الضامن الرئيسي لتنفيذ الاتفاقية.
وعقد رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، محادثات مغلقة لمناقشة عدد من القضايا، أبرزها أزمة الحدود مع إثيوبيا، والأزمة السياسية في السودان وحرب تيجراي بإثيوبيا. وضم وفد البرهان أعضاء المجلس السيادي مالك عقار والهادي إدريس ووزراء الخارجية والدفاع.
إذاً ماذا يحمل البرهان في حقيبته إلى جوبا بخلاف مشاركته في احتفال تخريج القوات المشتركة ؟
طبيعة الزيارة
ولعل طبيعة تشكيل وفد البرهان يشير إلى القضايا التي بحثها البرهان مع نظيره سلفاكير، وكشفت مصادر أن الرئيسان ناقشا في جوبا أزمة الحدود مع إثيوبيا والحرب في إقليم تيجراي بجانب ملف سد النهضة.
وكان توت قلواك، مستشار رئيس دولة الجنوب للشؤون الأمنية قد ذكر : إن اللقاء سيتطرَّق -أيضاً- للعلاقات السياسية بين البلدين وقضايا الحدود المشتركة بجانب العلاقات بين السودان وإثيوبيا وجنوب السودان، مبيِّناً أن العلاقات بين الدول الثلاث ستشهد مرحلة جديدة في مسيرة التعاون المشترك. وأكد أن هناك مبادرة من الرئيس سلفاكير لعقد جلسة بجوبا تضم رؤساء السودان وجنوب السودان وإثيوبيا لحل القضايا العالقة في ملف الحدود المشتركة. وأوضح «توت» أن الدعوة للبرهان جاءت بصفته رئيس الدورة الحالية لمنظمة الإيقاد، والتي تشرف على تنفيذ اتفاقية السلام بالجنوب، فضلاً عن أن السودان يعد الضامن الرئيس لتنفيذ اتفاق السلام، مبيِّناً أن تخريج هذه القوات يعد بداية مهمة لتنفيذ الاتفاقية.
ضامن للاتفاقية
وفي مارس الماضي زار البرهان جوبا وخلال جلسة مباحثات عقدها الرئيسان البرهان سلفاكير، أعلنا وفق بيان مجلس السيادة الانتقالي التزامهما بإرساء السلام وبسط الاستقرار على الصعيدين الوطني والإقليمي وفي منطقة القرن الإفريقي. وناقش الطرفان التحديات التي تواجه تنفيذ اتفاقية السلام بدولة جنوب السودان، والأمن والسلم الإقليميين، وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة جنوب السودان ميك أيي دينق، ووزير الخارجية المكلف علي الصادق، وقتها إن البرهان “قدّم أنموذجاً لرئيس دولة جنوب السودان بشأن الأمن والسلم الإقليميين بصفته ضامناً لاتفاقية السلام لحل النزاع في جنوب السودان”.
قيادة موحَّدة
واقترح البرهان في ذلك الوقت، بحسب البيان، “إنشاء قيادة موحَّدة مدمجة وفاعلة لقوات كل الفصائل الموقعة على اتفاقية السلام المنشَّطة بدولة الجنوب”. ونقل البيان عن سلفاكير “ترحيبه بالمقترح باعتباره يعكس الفطنة والتجربة العسكرية للرئيس البرهان والتزامه بالسلام الدائم في جنوب السودان”. كما تطرَّق الرئيسان “للقضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، وأكدا على أن السلم والأمن مطلبين أساسيين للتقدُّم الاجتماعي والاقتصادي”. وأشار البيان إلى أن الجانبين “التزما بإرساء السلام وبسط الاستقرار على الصعيدين الوطني والإقليمي، وكذلك في منطقة القرن الإفريقي”. كما “اتفقا على التركيز على التعاون فيما يتعلق بالحدود المشتركة بين البلدين الجارين، والعمل معاً لوضع أنموذج للسلام عبر التنمية من خلال تطوير حقول النفط بما في ذلك منطقة أبيي”.
تفعيل اللجان
وأضاف البيان، أنه “تم تكليف وزارتي خارجية البلدين بتفعيل لجان للتنمية عبر الحدود لوضع إطار وتفاصيل لهذا التعاون وذلك لإعادة بناء جسور العلاقة والصلات التاريخية بين البلدين”. وأردف أن الرئيسين “شجعا شعبيهما لجعل التنوع مصدراً للثراء وقوة البلدين”، مؤكداً “التزامهما بدعم مسيرة التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي واستنهاض الإرث التاريخي المشترك الذي يجمع بين السودان وجنوب السودان”.ونص اتفاق سلام جنوب السودان على فترة انتقالية مدتها 8 أشهر، لإنجاز بعض المهام والترتيبات الأمنية والإدارية والفنية التي تتطلبها عملية السلام، وتنتهي بإعلان حكومة انتقالية لفترة (36) شهراً، ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
تنفيذ الاتفاق
وكان مستشار الشؤون الأمنية لرئيس جنوب السودان توت قلواك، قد أطلع على آخر مستجدات تنفيذ اتفاق سلام رعاه السودان. ووصل قلواك إلى الخرطوم، حاملاً رسالة من الرئيس سلفاكير ميارديت، لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، تتصل بالقضايا والملفات المشتركة بين البلدين. وأشار قلواك في تصريحات إلى أن زيارته تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ودفع التعاون المشترك بين البلدين، ولإطلاع البرهان على سير تنفيذ الاتفاق الجنوبي الجنوبي، باعتبار أن السودان ضامن للاتفاق.
دمج القوات
لكن لا يزال وجود خلاف يدور بين الأطراف الجنوبية في الوقت الراهن حول ملف الترتيبات الأمنية ودمج قوات الحركات الموقّعة على اتفاقية السلام التي ترعى حكومة الخرطوم إنفاذها. وتنص اتفاقية الترتيبات الأمنية، المتضمنة في اتفاق السلام الموقّع بين الحكومة وعدد من الفصائل المعارضة، على “إصلاح القطاع العسكري وتشكيل قوات مشتركة تكون نواة للجيش المستقبلي للبلاد”. كما توافق الفرقاء -أيضاً- على إدماج قوات الفصائل المعارضة في معسكرات التدريب، في إطار تشكيل قوات جنوب السودان الموحَّدة، فضلاً عن تكوين البرلمان القومي.