محمد وردي.. غناء صالح لكل الأزمان!!
(1)
الكتابة عن عبقرية الفنان محمد وردي، هي بالضرورة كتابة عادية ومكرورة وربما لا تحمل جديداً، فالرجل قدم كل ما يؤكد على عبقريته وسطوته وتجاوزه، لذلك من البديهي أن تجده حاضراً في وجدان الشعب السوداني رغم الغياب، وسيظل رمزاً للتجديد والمثابرة في تقديم طرح غنائي لا يتلف مع الزمن، ولعل كل منتجات وردي الغنائية عليها ديباجة مكتوب فيها (صالح لكل الأزمان).
(2)
أكثر ما يثير في محمد وردي هو قدرته على الشوف بعيداً، كفنان مستنير يفكر بذكاء خارق غير معتاد، ومن يستمع له يلحظ أن أغنياته لا تعرف التثاؤب ولا يصيبها الوسَن، لذلك كل أغنية عند محمد وردي هي مشروع حياتي وفلسفي، لأن اختيار المفردة واللحن عنده يمر بفلترة دقيقة، لذلك كل أغنياته باقية وخالدة، فهو غنى لكل المواضيع الحياتية في أغنياته المنتقاة بعناية وذكاء، فهو بغير الأغنيات العاطفية، كانت سطوته أعلى من حيث منتوج الأغنية الوطنية من (حيث الكم والكيف) في تزاوج وممازجة مُدهشة كفلت له الريادة في مضمار الأغنية الوطنية.