خسرنا معركة ولم نخسر الحرب.. وبهذه الخطوات سنعود إلى الممتاز
جاء هبوط الخرطوم الوطني من مسابقة الدوري السوداني الممتاز في الموسم الماضي، لأول مرة منذ ربع قرن، صادماً للجميع وكان الخرطوم الوطني قد شكّل قوة كروية، ورفع المستوى التنافسي في الدوري السوداني، كما شارك في كأس الكونفدرالية الأفريقية 7 مرات.
موقع “كووورة” أجرى حواراً مع رئيس مجلس إدارة الخرطوم الوطني فؤاد نقة، تحدّث فيه عن أسباب الهبوط، وكيفية عودة الفريق للدرجة الممتازة وجوانب أخرى، فإلى الحوار….
من المسؤول عن هبوط الخرطوم الوطني؟
من ناحية قانونية أو من ناحية عملية أنا كرئيس للنادي أتحمّل مسؤولية هبوط النادي، مهما وضعت من أسباب أو أعذار فإنّ المسألة لا تتحمّل، وللحقيقة أنني وجدت النادي في وضع يختلف تمامًا عن الوضع الذي تركته فيه عام 2017م.
لماذا عدت للنادي وأنت تعلم أن الوضع قد تغيّر فيه؟
أنا عدت عندما ابتعد الجميع عنه، وكنت أمام خيارين إما أن أعود أو يضيع النادي، وبالطبع الظروف الاقتصادية لها دور كبير قبل 2017م والآن في 2022م.
كيف انعكس التغيير الإداري على هبوط الخرطوم الوطني؟
لا أبرر لنفسي ولكن هذا الوضع الذي وجدته حتى إدارياً لم أجد الأشخاص الذين عملت معهم، فهناك فوارق كبيرة خاصةً في الجهاز الإداري لكرة القدم لذلك اضطررت لعمل كل شيء بنفسي.
ما الأسباب غير الظاهرة التي تراها قد تسبّبت بهبوط الفريق؟
لقد تعوّدنا دائماً في الخرطوم الوطني على وجود مدرب أجنبي، وهذه الفترة لم تكن مُواتية لاستقدام مدرب أجنبي، لعدم وجود موارد، وأرى أنّ أغلب المدربين السودانيين يشبهون بعضهم، كما أنني أعتقد أن اتحاد الكرة شارك بصورة غير مباشرة في هبوط النادي من خلال البرمجة غير العادلة.
مَن سيكون المسؤول عن عودة الخرطوم الوطني للدرجة الممتازة؟
في نهاية الأمر أنا ملزمٌ بإعادة الفريق إلى مستواه الذي كان من قبل، وأدعو كل أهل الخرطوم للوقوف مع الفريق ودعمه.
ماذا عن الأقاويل حول وجود صراع إداري قديم تَسَبّب في هبوط النادي؟
الحياة لا تسير وفق وتيرة واحدة، لا بُدّ أن تعترضك مشاكل يمكن أن تعرقل مسيرتك، وأعتقد أن تكون إدارياً في نادٍ، فإنك يجب أن تتحمّل، خَاصّةً أنّ العمل فيه طوعيٌّ وليس بمقابل، كما أنه إذا كان ناديًا غير الهلال والمريخ، فأنت تدفع من مالك الخاص، وتسعى لزيادة هذا المال وجلب دعم آخر، لذلك لا أرى أن هناك شيئاً يمكن أن تُقاتل عليه.
البعض يرى أن ملف الجهاز الفني لم يدر بالصورة المُثلى.. ما تعليقك؟
نعم لقد أدركنا ذلك بعد نهاية الموسم، ولكن للحقيقة، هناك مدرب وطني عاشر كل المدربين الأجانب الذين مرّوا على الفريق وأعتقدنا أنه خيار صحيح ويمكن أن نعتمد عليه ولكن لم يكن كذلك.
كيف ترد على ما يقال بأنّ بيئة اللاعبين لم تكن جيدة كالسكن في النادي؟
نعم، ولكنني لم أكن راضيًا عن ذلك، ولم تتوفّر لدينا إمكانية للتغيير، نحن حاولنا أن يكون الوضع مثاليًا ولم ننجح في ذلك، أنا تسلّمت إدارة النادي فجأةً والأمور المالية لم تكن مُيسّرة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي.
لماذا لم تكن التعاقدات في الدور الثاني بالصورة المطلوبة؟
اختلف معك في هذا الجانب، أغلب اللاعبين كانوا ممتازين لديهم أكثر من أربع سنوات في الممتاز بجانب لاعبي الخبرة أمثال بدر الدين قلق، لكن الجانب الفني لم يكن بالشكل المطلوب.
اللاعبون لم تكن لديهم دوافع.. كيف ترى ذلك؟
نحن فعلنا كل ما يُمكن فعله وفق إمكانيات النادي المُتاحة لرفع معنويات اللاعبين، وسقف الحوافز كان مفتوحًا في كل مباراة بواقع 20 ألف جنيه وأكثر للفوز، لكن القصور الفني كان له دورٌ كبيرٌ، نتيجة لغياب الخبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات.
كيف سيعود الخرطوم إلى الدوري الممتاز؟
الخطوة الأولى كانت في فترة الانتقالات الأخيرة وتمت التسجيلات وفق رؤية فنية حسب حاجة الفريق، أما الآن فأنا أعمل في جانبين: تكوين مجلس إدارة أقوى من المجلس السابق، وهناك جانبٌ آخر وهو استغلال الموارد، فعندما يبدأ الموسم نكون في أتمّ الجاهزية.
كلمة أخيرة:
خسرنا معركة ولم نخسر الحرب، إن شاء الله يعود الخرطوم إلى الدوري الممتاز بصورة أفضل، هي تجربة تعلّمنا منها والحياة تجارب، والفشل لا يعني نهاية الدنيا.