31 اغسطس 2022م
إن السعادة في نحن وليست في أنا، قيل إنّ عالماً من علماء الانثروبولوجيا، عرض لعبة على أطفال إحدى القبائل الأفريقية البدائية، ووضع سلة من الفواكه اللذيذة قرب جذع شجرة، وقال لهم أول طفل يصل الشجرة سيحصل على سلة الفواكه.
وعندما أعطاهم إشارة البدء، تفاجأ بهم يسيرون سوياً ممسكين بأيدي بعضهم حتى وصلوا الشجرة وتقاسموا الفاكهة، وعندما سألهم لماذا ذلك، فيما كل واحد بينهم كان بإمكانه الحصول على السلة له فقط؟
أجابوه بتعجُّب (أوبونتو Ubuntu) كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيداً فيما الباقون تعساء؟ أوبونتو في حضارة Xhosa تعني (أنا أكون لأننا نكون).
عليه، تلك القبيلة البدائية تعرف سر السعادة في سعادة الجماعة وليست في سعادة الفرد، ولأنّ سر السعادة ضاع من النفوس لذلك كل واحد يرى نفسه فقط وفوق الآخرين.
ولذلك ضاع سر السعادة في جميع المُجتمعات المُتعالية، والتي تعتبر نفسها مُجتمعات مُتحضِّرة ولذلك أذلت شعوب العالم لصالحها فقط ولكنها لم تسعد،
ولذلك السعادة سر لا تعرفه إلا النفوس المُتسامحة المُتواضعة التي شعارها نحن وليس أنا.
وعليه، قيل:-
جالس العلماء بعقلك، وجالس الأمراء بعلمك، وجالس الأصدقاء بأدبك، وجالس أهل بيتك بعطفك، وجالس السفهاء بحلمك، وكن جليس ربك بذكرك، وكن جليس نفسك بنصحك، ولا تحزن على طيبتك، فإن لم يوجد في الأرض مَن يُقدِّرها فإنّ في السماء مَن يباركها.
فكل شيء ينقص إذا قسّمته على اثنين إلا (السعادة) فإنّها تزيد إذا تقاسمتها مع الآخرين.
إنّها الرفقة الطيبة والصحبة الصالحة، حافظ على علاقتك مع الآخرين تسعد.