آمال عباس:
كنت كثير الجلوس مع الأستاذة آمال عباس .. وهي كما معروف مثقفة من الطراز الرفيع ولا يفارقها الكتاب مطلقاً.. لذلك تتمتع كتاباتها الصحفية بالثراء اللغوي والتنوع في المواضيع .. في مكتب آمال عباس راجعت كتاب (طبقات ود ضيف الله) وغيره من الكتب .. وكان للأستاذة آمال عباس اهتمام خاص بشعر الدوبيت وتحفظ الكثير منه .. فهي يمكن أن ترد على أي كلمة بمربع من الدوبيت .. ومعها تجوّلت في البطانة في سيرة ود شوراني .. وطه ود ضحوية .. ووقفنا عند عكير الدامر وغيرهم من رموز شعر الدوبيت.
حنان النيل:
نحتاج لحنان النيل لنغسل ثوب الغناء من الأدران التي لحقت به .. نحتاجها جداً لأن تقول كلمتها ولا تمضي .. ونتمنى أن تعود من عزلتها .. ورغم احترامنا لرغبتها في الابتعاد عن الغناء وفلسفتها في ذلك.. ولكني لا اتفق معها في رؤيتها للابتعاد والاعتزال .. لأن في غيابها انتشرت (القوارض) وأصبحت الساحة الغنائية مرتعاً خصباً لضعيفات الموهبة والقيمة.
إسحاق الحلنقي:
في حماسة الشباب، ذات يوم قلت لأستاذي الراحل سعد الدين إبراهيم بأنني أرغب في حصر الفنانين الذين تغنوا بقصائد الحلنقي ولكن سعد الدين ابراهيم بذكائه المعهود قال لي (من الأفضل أن تحصر عدد الفنانين الذين لم يتغنوا بقصائد الحلنقي) وذلك يؤشر على أن قصائده تمددت وانتشرت بشكل كثيف وأصبح هو الشاعر الذي تبث أغنياته بكثافة في برنامج (ما يطلبه المستمعون).
أبو عركي البخيت:
بتقديري أن الاستماع لأبو عركي البخيت ليس هو الاستماع لمجرد مطرب عادي أو مؤدٍ يهوم بك في دنيا من الخيالات والأوهام.. فهو في أصله الإبداعي متجاوز لغناء (التعسيلة والغمدة) لأن الغناء عنده قضية تتّسع وتفتح أحضانها للإنسان.. ولعل مجمل أغنيات أبو عركي البخيت تبدو وكأنها سيرة ذاتية أو تلخيص لحياته بكل ما مرت به من عثرات.
الحاج وراق:
الأستاذ الحاج وراق .. فهو ومن خلال معايشتي له عن قرب إنسان في منتهى الرقي والتهذيب ورجل إنساني للحد البعيد ويتمتع بقدرات فكرية يندر وجودها .. وله قدرات ساحرة ومبهرة في الكتابة ويتميز بلغة عالية وجزلة وسلسة وفي غاية الإتقان والبراعة ولعله الكاتب الوحيد الذي يشعرني بأنه (يزن) كل كلمة يكتبها.. والدقة التي يتّسم بها الحاج ورّاق هي نتاج طقس خاص للكتابة.