الخرطوم: عوضية سليمان 30 أغسطس 2022م
في وقت سابق طرحت منظمة رصد الرأي العام السودانية استبياناً في الفترة من 1 – 10 أغسطس الجاري، لقراءة الرأي العام حول الخيارات المفضَّلة للجمهور لرئاسة وزراء الفترة الانتقالية، حال التوصل لحل سياسي ينهي الوضع الانقلابي الحالي. وخلصت تلك الخيارات إلى ترشيح عدد كبير من الأسماء لتولي مقعد الوزراء. ولكن تلك الفرضية رهينة بالتوافق بين المكوِّنات السياسية . التي دفعت بعدد مقدَّر من المبادرات وباتت كل مبادرة تجب ماقبلها وبالتالي هل تُعيق تعدُّد المبادرات تسمية رئيس الورزاء المرتقب؟
كثرة المبادرات
ويرى المحلِّل السياسي عبد الرحمن أبو خريس، أن المبادرات التي تجري الآن بعضها حديث واتساب. ولم تكن هنالك مبادرة واضحة حول اختيار رئيس مجلس وزراء قدِّمت إلى رئيس مجلس السيادة, ولم يستلم القصر مبادرة من هذا النوع, وقال لـ(الصيحة): لم تقدَّم مبادرة، بل آراء فردية حول اختيار رئيس المجلس, موضحاً بأن المبادرات التي عرضت هي لحل الأزمة السياسية. وقال: إن المبادرات التي قدِّمت عرضت الوضع الراهن والتأزم السياسي توضح بأن الوضع غير آمن وغير مطمئن, وتوضح بأن هنالك اتفاقيات ما بين القوى السياسية. ورأى أن المبادرات تعتبر فترة مشاكسات وعدم الرضا والقبول بالآخر, وقال: إن القوى السياسية تحتاج إلى روح التعاون ودون اتفاق سيسصعِّب عملية الاختيار. وأن دورها ضعيف جداً. وعدم اتفاقها دليل على ضعف مشاريعها السياسية المختلفة ومتضاربة لذلك أي طائفة من الطوائف الرئيسة أو من الكيانات السياسية لديه أجندة خاصة لذلك صعب جداً أن يقبل أجندة من طرف ثاني.
الوضع المعقَّد
ورأى أبو خريس تأزم الوضع المعقَّد بالبلاد، مشيراً لوجود ناشطين آخرين قدَّموا مبادرات لحل الأزمة. بسبب الوضع المعقَّد الذي تشهده البلاد سياسياً. وأضاف عند تقديم المبادرات أي تنظيم لا يأتي مع المبادرات الأخرى, يعتبر من النظام البائد, أو العهد المباد, أو من الشيوعيين. لذلك الوضع أصبح غير مستقر, وغير آمن, ذلك الوضع تشوبه عدم الأمان السياسية, وقال: إن كثرة المبادرات لا يعني دليك عافية ولا رغبة تفيد القوى السياسية في حل الأزمة إنما هي مناورات سياسية بمثابة قياس نبط الآخرين وتنبيه لإحساس المجتمع بأن هنالك قوى سياسية مختصة بشؤونه وهذا يعتبر عمل إعلان أكثر من هو شغل أصيل.
جزء أصيل
ولكن المحلِّل السياسي عبدالله آدم خاطر، يرى في حديثه لـ(الصيحة) أن المبادرات الجارية الآن لحل الأزمة أو لاختيار رئيس مجلس وزراء جديد تعتبر جهود وأن هنالك همة في الحل السوداني لمشكلة أن الحراك السياسي الآن يذهب تجاه الشراكة، مجدِّداً مع المكوِّن المدني، بالتالي فإن أي مبادرة تأتي في حل الوضع وفي رأي أو في اختيار شخصية تكون قريبة جداً من الحل السياسي, بعد أن أعلن المكوِّن العسكري انسحابه من الحكم, وأتاحت الفرصة للمدنيين , مؤكداً بأن العسكر ليس بعيدين عن الحكم وأنهم نسبة شركاء في الفترة الانتقالية, التي تتسم بالواقعية, ويرى أن المبادرات جميعاً سواءً أكانت أحزاب أو إدارات أو تنظيمات تعتبر مبادرة أقرب إلى الواقعية, وتبدو أكثر عقلانية, وأكد أن الأحزاب السياسية أثارت الجدل في مبادرة أهل السودان نسبة إلى أنها تدرك أنها الأقرب إلى الحل, بينما تبتعد عن الشارع الذي يظهر التعنت, مؤكداً بأن المبادرات تضم كيانات, ولها قواعد وما يميِّزها أن لها قواعد شعبية كبير، وأردف أن هذا واقع اجتماعي, ورأى أن المبادرات في اختيار رئيس وزراء قد يسهل المشهد وهي جزء أصيل وأساس التغيير السياسي, ولا يمكن إقصائه في الفترة الانتقالية، وسوف يذهب المكوِّن العسكري إلى سكناته بعد الانتخابات.
تجاوز الأزمة
ويرى القيادي بقوى الحرية والتغيير عادل خلف الله، لـ”القدس العربي”، أن تعدد المبادرات في جانب من تعبيراته يبيِّن عنق الزجاجة التي وصلت لها البلاد نتيجة لإجراءات البرهان. وأضاف: “العديد من المبادرات المطروحة حريصة على استقرار البلاد وتجاوز الأزمة التي أصابت كل جوانب الحياة في السودان”، مشيراً إلى أن مبادرة واحدة لن تستطيع تقديم الحلول المطلوبة في الصدد. وتابع: “تجاوز الأزمة الراهنة في البلاد يعتمد على ما توافق عليه الرأي العام، الرافض للتسلط والدكتاتورية التي تستخدم اسم القوات المسلحة لفرض سلطتها”، لافتاً إلى أن مبادرة الجبهة الثورية والمبادرات الأخرى المطروحة، رغم حرصها على استقرار البلاد، تتجنب الإشارة إلى إسقاط إجراءات البرهان كمدخل لحل الأزمة الراهنة وتكوين سلطة انتقالية مدنية ديموقراطية تنجز مهام انتقالية محدودة وصولاً للانتخابات. ويرى، خلف الله، أن المبادرات المطروحة عاجزة عن توفير إطار ومطلوبات تجاوز الأزمة السودانية، مشيراً إلى محاولة تجميع الآليات الإقليمية والدولية في إطار الآلية المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وإيقاد.