* إن صحت تلك الأخبار التي تسربت بشأن عملية تشكيل مجلس الوزراء، يصبح الأمر بحاجة إلى المزيد من عملية التدقيق والإحكام، حتى لا تتحول حكومة الكفاءات المحتملة إلى حكومة (كفوات)، ومن ثم تثقل كاهل المرحلة الانتقالية، التي يُراد لها أن تكون أكثر سلاسة حتى تتمكن من تهيئة المناخ السياسي وتحقيق كل المطلوبات لعملية التحول الديمقراطي المنتظر .. و… و….
* تقول تلك الأخبار، بأن الاتفاقية قد منحت قوى الحرية والتغيير حق ترشيح ثلاثة أسماء لكل حقيبة وزارية، على أن تكون حرية المجلس في الاختيار لا تتجاوز ترشيحات قوى الحرية والتغيير الثلاثة !!
* والسؤال الذي يفرض نفسه هنا وبقوة، ماذا لو لم تتحقق اشتراطات الاتفاقية، التي تتمثل في التشديد على مطلوبات (الاستقلالية والكفاءة) ، هل يا ترى في هذه الحالة يحق للمجلس العسكري أن يطالب بعملية ترشيحات أخرى جديدة حتى تتحقق المواصفة اامطلوبة !!
ولنا في تجربتنا السياسية التراكمية بعض الدروس والعبر، فعلى الأقل نفكر في هذا السياق ما يعرف بحكومات (جبهة الهيئات) التي انتهت في الغالب إلى حكومات كوادر حزبية، تحت لافتة التكنوقراط والكفاءات المهنية !!
* على أن خطورة هذا الأمر تكمن في أن تتحول الفترة الانتقالية إلى فترة انتقامية تكرس كل جهدها لخدمة الحزب الذي يقف من وراء ستار خلف الوزير الكادر ..
* للذين يقرأون بتطرف وأجندة مسبقة، الخشية هنا من أن تتجاوز عمليات تصفية الدولة العميقة المشروعة وفق المعايير المتفق حولها، أن تتعداها إلى عمليات التطهير التي تحتفظ بها ذاكرة تاريخ الشعب السوداني، على شاكلة شعارات (هتف الشعب من أعماقه التطهير واجب وطني) !!
* صحيح قد يقول قائل بأن الإسلاميين قد مارسوا الشيء ذاته تحت مسمى التمكين، غير أن الثورة قد نهضت من أول يوم على تجاوز هذه العقليات، وكيف تدعو إلى شيء وتأتي مثله عار عليك أن فعلت ذميم …
* غير أن الخشية الكبرى إذا ما انزلقت الحكومة إلى الأجندات الحزبية، أن تكون شعارات المواطن التي خرج من أجلها هي أول الضحايا، وأعني تحديداً عملية توظيف ثروات البلاد الهائلة لصناعة دولة العدل والغاية والرفاهية..و… و….
* لذا يفترض أننا في شأن عملية اختيار الوزراء، أن نكون مثل النجار، قيل إن النجار يقيس سبع مرات قبل أن يقطع، لو أنا لنجار يفعل ذلك حتى لا يفقد قطعة خشب صغيرة، فكيف بمن يود ألا يخسر دولة وشعباً ومستقبل أجيال بأكملها !!
*ولحسن الحظ أن التقنية قد وفرت الكثير عن السيرة الذاتية لكل كادر، فما أن تطرق على اسمه حتى تتدفق ببن يديك كل المعلومات من الأساس عبر المراحل الدراسية وصولاً إلى الحياة العملية، سيرة بكل الألوان والأشجان والأشواق والوجه والتوجهات …
ليس هذا كل ما هناك