أرضاً سلاح
*منذ فجر الجمعة والشارع السوداني يطرب للاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري وإعلان قوى الحرية والتغيير بواسطة الوسيط الأفريقي الذي أنهى مسلسل الشد والجذب بين الطرفين.
*أيام عصيبة عاشها الشعب السوداني منذ ديسمبر من العام الماضي، وظل “حال البلد” واقفاً دون تقدم يذكر بل كان هناك تراجع كبير في اقتصادنا القومي.
*في ديسمبر كانت الشرارة الأولى بالاحتجاجات التي عمت جل مدن السودان، وفي السادس من يناير كانت بداية النهاية لحكم الإنقاذ الذي استمر ثلاثين عاماً، وحتى ذاك التاريخ “أي السادس من أبريل” كانت القوات المسلحة وقوات الدعم السريع تقف بعيدة عن الأحداث حتى الحادي عشر من شهر أبريل، حيث كانت لهذه القوات وإلى جانبها بقية القوات النظامية كلمتها لإنجاح ثورة ديسمبر بالتحفظ على رموز النظام السابق وإعلان نهاية حكم الإنقاذ.
*إبريل 2019م هو الموعد الجديد للسودان الذي عرف بخيراتها الوفيرة التي لم يستفد منها الشعب السوداني السودان “سلة غذاء العالم” هذه المقولة التي درسناها منذ المرحلة الابتدائية، ولكننا لم نراه سلة لغذاء العالم حتى الآن.
*خيرات السودان التي يعرفها الغرب أكثر منا نحن يجب أن تظهر الآن بعد انتهاء عهد الفساد الذي جعل من الجنيه السوداني يتهاوى إلى الدرك السحيق.
*ولن يهنأ الشعب السوداني بخيرات بلاده إن لم يقف أبنائه وقفة رجل واحد لبناء السودان وليس للبحث عن مصالحهم الشخصية كما كان يحدث في العهود السابقة.
*المرحلة الانتقالية لثورة ديسمبر ربما تختلف كثيراً عن ما حدث في أكتوبر 1969م، وأبريل 1985م، حيث حددت حسب اتفاق فجر الجمعة بأن تكون ثلاث سنوات مع إرجاء المجلس التشريعي ثلاثة أشهر.
*ولكن المهم في هذه المرحلة هو إيقاف نزيف الحرب وهي المرحلة الأولى التى يجب أن تسعى إليها الحكومة الانتقالية.
*جميع الحركات المسلحة التي رفعت السلاح كانت في عهد الإنقاذ وربما الحركة الوحيدة التي وجدتها الإنقاذ عند استلام الحكم كانت هي الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق، وهذه الحركة الآن هي التي تحكم في دولة جنوب السودان.
*أما بقية جميع الحركات، فإنها ولدت في الإنقاذ والآن الإنقاذ ذهبت، فيجب وضع السلاح جانباً، والتكاتف من أجل البناء والإعمار وتحسين الاقتصاد السوداني من أجل دولة قوية ومنيعة في أفريقيا والوطن العربي.
*إن عادت الحركات المسلحة للمشاركة في المرحلة المقبلة ستغير السودان خلال فترة وجيزة وهو الدولة التي تمتلك تنوعاً ثقافياً واقتصادياً لا مثيل له في إفريقيا.
*الحروب لا تفعل شيئاً سوى الدمار وعلى مر التاريخ جميع الحروب نهايتها كارثية، حتى في العصور الجاهلية قبل ظهور الإسلام كانت نتائجها كارثية.
*حربا البسوس وداحس والغبراء من أشهر الحروب في تلك الحقبة، وفي النهاية لم تجلبا سواء الدمار والقتل.
*نسأل الله أن تشهد بلادنا استقراراً وتطوراً بتكاتف جميع أبنائها وأن يكون جل التفكير في حمل المنجل والمسطرين وليس الكلاش والدانة.