(دو)
الفنان العظيم عثمان حسين، كانت تنسج حول أغنياته العديد من القصص والأساطير، ولعل أطرفها أن (الجن) يلحن له أغنياته، وهذا النوع من النسج الخيالي وغير الواقعي، لو قمنا بتغيير زاوية الرؤية نجد فيه الكثير من التقدير والمحبة لعثمان حسين، رغم إنه يتسم بالمبالغة، ولكن لأن الألحان التي البسها لاغنياته هي بالفعل تعبر عن عبقرية لحنية خارقة، لا تنتمي إلا للجن والجنون. فكل أغنية عند عثمان حسين هي تجربة لحنية وشعورية مختلفة، وأغنياته من حيث الصياغة اللحنية لا تتشابه، فهو ظل يتفوَّق على نفسه في كل أغنية .. يضع بصمة ولونية مغايرة .
(ري)
تجربة عثمان حسين في عمومياتها وجدت التقدير، وصنفته كواحد من رموز التجديد في الأغنية السودانية من حيث المحتوى اللحني والمضمون الشعري والشعوري، ولعله يعتبر رائد ومؤسس مدرسة الشجن في الأغنية السودانية رفقة صنوه حسين بازرعة، ورغم ذلك السكب الوجداني الدافق، قد تجد إنسان لا يحب أغنيات عثمان _ وذلك حقه بالطبع _ ولكن ذات ذلك الإنسان تجده (يحترم) التجربة رغم عدم انحيازه لها .
(مي)
شخصياً أضع لعثمان حسين تقدير خاص ليس مغنياً فحسب، بل (إنساناً محترماً)، ويعتبر عندي أنموذجاً يحتذى في احترام النفس والأخرين، فهو حينما شعر بأن صوته ليست علي ما يرام وفقد الكثير من جمالياته، توقف الرجل عن الغناء ليحتفظ بتاريخه الجمالي عند الشعب السوداني، ذلك هو عثمان حسين الذي قدم (محراب النيل .. شجن .. قصتنا .. ليالي الخريف .. الوكر المهجور .. خاطرك الغالي .. عشرة الأيام .. أوعديني وكيف لا أعشق جمالك) وغيرها من الروائع الخالدة في وجدان الشعب السوداني.