23 اغسطس 2022م
هو كتاب من أخطر الكتب، مؤلفه الكاتب الأمريكي باتريك جيه بوكانن، وهو سياسي ومفكر أمريكي معروف، عمل مستشاراً لثلاثة رؤساء أمريكان، وهو لديه عمود صحفي دائم في عدد من الصحف الأمريكية ومؤسس لثلاثة من أشهر برامج التلفزيون في أهم قناتين أمريكيتين (أن بي سي) و(سي أن أن)، وهو مؤلف لعدد كبير من الكتب، منها يوم الحساب، حالة طارئة، عندما يصير الصواب خطيئة، الخيانة العظمى.
ومن اشهر كتبه محق منذ البداية، وجمهورية لا إمبراطورية، وهما من أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة.
أما الكتاب الذي نحن بصدده هو (موت الغرب)، وهو كتابٌ مهمٌ جداً وعلى جميع النخب في العالم الاطلاع عليه، وقراءته بتمعن، وهو كتاب يبشر بموت وانتهاء الغرب الأوروبي وأمريكا. والكاتب يبيِّن أن الموت الذي يلوح في أفق الغرب هو في الواقع موتان، موت أخلاقي بسبب السقوط الأخلاقي الذي ألغى كل القيم التربوية والأسرية والأخلاقية التقليدية، وموت ديمغرافي وبيولوجي (النقص السكاني بالموت الطبيعي)، ويظهر بوضوح في العائلة وفي السجلات الحكومية التي تشير إلى اضمحلال القوى البشرية في الغرب وإصابة ما تبقى منها، بشيخوخة لا شفاء منها إلا باستخدام مزيد من المهاجرين الشبان أو القيام بثورة حضارية مضادة تعيد القيم الدينية والأخلاقية إلى مكانتها التي كانت من قبل.
ويقول الكاتب إنّ الموت المقبل مريعٌ ومخيفٌ لأنه وباء ومرض من صنع أيدينا ومن صناعة أفكارنا، وليس بسبب خارجي، مما يجعل هذا الموت أسوأ بكثير من الوباء الأسود الذي قتل ثلث سكان أوروبا في القرن الرابع عشر.
فالوباء الجديد لا يقتل إلا الشباب، مما يحول الغرب عموماً وأوروبا بشكل خاص الى (قارة للعجائز).
فالقصة ليست مجرد تخمينات أو توقعات أو احتمالات وإنما هي حقيقة واقعة، وسوف تصدمك لشدة وضوحها وخاصة عند الحديث بالأرقام.
فوفقاً للإحصاءات الحديثة فقط، هبط معدل الخصوبة عند المرأة الأوروبية الى طفل واحد لكل امرأة، علماً بأن الحاجة تدعو إلى معدل طفلين كحد أدنى لتعويض وفيات السكان الموجودين الآن دون الحديث عن زيارة عددهم، وإذا بقيت معدلات الخصوبة الحالية على ما هي عليه، فإنّ سكان أوروبا البالغ عددهم ٧٢٨ مليون نسمة بحسب إحصاء عام ٢٠٠٠
سيتقلّصون إلى ٢٠٧ ملايين في نهاية هذا القرن إلى أقل من الثلث، في المقابل، ففي الوقت الذي تموت فيه أوروبا لنقص المواليد، يشهد العالم الثالث الهند والصين ودول أمريكا اللاتينية وخاصة المسلمين، انفجاراً سكانياً لم يسبق له مثيل بمعدل ٨٠ مليوناً كل عام، مع حلول عام ٢٠٥٠م سيبلغ مجمل نموهم السكاني ٤ مليارات إضافية، وهكذا يصبح كابوس الغرب حقيقةً، وتصبح أوروبا بكل بساطة ملكاً لهؤلاء بعد وقت ليس بالبعيد.
وننظر في المقال الثاني كيف يموت الغرب.