الخرطوم: صبري جبور 21 اغسطس 2022م
ظل حزب الأمة القومي يتسم في العديد من القضايا بمواقف متناقضة من قبل قياداته لا سيما بشأن الحوار والمشاركة في الحكومة الانتقالية وموقف الحزب من الراهن السياسي.. والحزب ظلت مواقفه متأرجحة ما بين الفينة والأخرى خاصة في ظل العلاقة مع من المكوِّن العسكري، تلك المواقف والتصريحات المتباينة أبرزت خلافات وضربت العلاقة بين الأمة وتحالف الحرية والتغيير خلال الفترة الماضية، بجانب موقفه من المبادرات المطروحة، وآخرها مبادرة الطيب الجد للوفاق الوطني التي أعلن عدم المشاركة فيها لارتباطه بتحالفات أخرى.
وتشهد البلاد منذ 25 أكتوبر 2021، احتجاجات تطالب حكم مدني، وأيضاً تطالب قوى الحرية والتغيير بالمناداة باللاّءات الثلاث (لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية).
لن نشارك في الحكومة
جزم رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، بعدم مشاركة الحزب بأي مناصب في حكومة انتقالية مرتقبة.
وأكد برمة لـ(الانتباهة) الصادرة (السبت)، أن الأمة القومي حريص على تبوؤ المناصب عبر الانتخابات، ودعا القوى السياسية لتغليب مصلحة الوطن على المكاسب السياسية.
وأعتبر أن المسافات بين القوى السياسية ما زالت متباعدة رغم تعدد المبادرات المطروحة، وأكمل قائلا: (نقول للأحزاب اتركوا التفكير في ذاتكم والصراع حول المناصب، ونحن في حزب الأمة لا نريد وزارات أو مناصب، بل نسعى من أجل الوطن).
وبيَّن ناصر أن حل الأزمة السياسية في حاجة إلى الصبر، وأن الحزب ضد الاقصاء ويقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية، عدا الوطني المبعد من المشاركة في الفترة الانتقالية.
أكثر من موقف
الخبير والمحلِّل السياسي د. راشد التجاني، يرى أن حزب الأمة القومي لدية أكثر من موقف في قضية واحدة، معزياً ذلك لعدم خسرانه لأي طرف.
وقال التجاني في تصريح لـ(الصيحة) أمس: إن الأمة القومي بعد رحيل الإمام الصادق المهدي، أصبح غير متماسك ومنقسم إلى تيارات، وأضاف كل تيار لديه رؤية يطرحها عبر الحزب.
داعياً الحزب إلى ضرورة توحيد مواقفه لا سيما في القضايا الجوهرية وذلك بتخصيص منصة واحدة للتعبير عن موقف الحزب للرأي العام حتى يجد القبول والثقة من الجميع.
تعقيد الأزمة
قال حزب الأمة القومي إن تشكيل حكومة كفاءات مستقلة قبل إنهاء قرارات 25 أكتوبر، وإزالة مترتباته والتوافق على مرجعية دستورية وإعلان سياسي جديد يحدد مهام واختصاصات هياكل مؤسسات المرحلة الانتقالية، لن يقود إلا إلى تعقيد الأزمة السياسية المستفحلة أصلًا.
ووصف الحزب في بيان يوليو الماضي، للمكتب السياسي خطاب رئيس مجلس السيادة، بأنه تأكيد على فشل الحكومة.
وأضاف: (درج قادة الحكومة على إطلاق خطابات تهدئة دون اتخاذ إجراءات عملية لإيقاف العنف المفرط ضد مواكب الشعب السوداني السلمية وعمليات الاعتقال المستمرة مع استمرار عمليات القتل والمعاناة في إقليم دارفور).
وأكد الحزب دعمه للحراك السلمي الثوري باعتباره إرادة التغيير المنشودة والمجمع عليها من كل قوى الثورة .
تناقض مواقف
قرَّر حزب الأمة القومي في بيان أسبق الموافقة على المشاركة في الحكومة الجديدة، بعد أيام من تجميد مشاركته في الاجتماعات الخاصة بالتشكيل الوزاري.
وأوضح الحزب، أنه قرر المشاركة (انطلاقاً من مسؤوليته التاريخية، وإيماناً منه بأن العمل مع الشركاء في هذه المرحلة الدقيقة هو ضرورة وطنية مصيرية لخلاص البلاد، ومعالجة اختلالات الحُكم في الفترة الماضية).
وأكد الحزب دعمه بصورة ثابتة وقوية، وبلا تحفظ، لرئيس الوزراء وحكومته الانتقالية باعتبارها حكومة الثورة المدنية، التي لم يزل الشعب السوداني يعلقُ عليها كلّ آماله، مشيراً إلى أن التشكيل الوزاري المنتظر سيكون هو الفرصةَ الأخيرة لتتسامى كل أطراف العملية السياسية على أنانية الذات، وتضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار.
وطالب الحزب بتطبيق معايير الكفاءة العالية في التشكيل الوزاري المنتظر، وبالقدرة على اجتراح معالجات ناجعة لقضايا المواطنين بتوفير متطلباتِ الحياة الكريمة، وتحقيق السلام العادل والشامل.
صراعات مجموعات
القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل محمد المعتصم حاكم، قال إن هناك صراعات داخل حزب الأمة القومي بين مجموعة الحرية والتغيير ومجموعة أخرى ترى التعاون مع الكافة وصولاً لمعالجة الأزمة.
وأكد حاكم لـ(الصيحة) أمس: إن رحيل الصادق المهدي كان ضربة قاتلة للحزب ـ باعتبار أن الإمام كان هو من يلم ويجمع ولديه مواقف واضحة ومجمع عليه.
وأشار لكن الآن القيادات غير مجمع عليها كما كان في السابق، مشدِّدًا على ضرروة الاتفاق والجلوس مع بعض من أجل السودان والقضايا الوطنية بغية الوصول إلى حلول شاملة لقضايا البلاد.
شرعية زائفة
في أبريل الماضي، أوضح الحزب في بيان أن (مبادرة ما يسمى بالوثيقة السودانية التوافقية لإدارة المرحلة الانتقالية هي محاولة يائسة لإكساب السلطة الحاكمة شرعية زائفة، لن يشارك فيها حزب الأمة القومي والقوى الوطنية الديمقراطية المشاركة في الحراك الثوري الشعبي المستمر).
وأضاف، (توقيع رئيس الحزب المكلف على هذه الوثيقة كانت بمبادرة منه على اعتقاد أنها تجميع لكل المبادرات في الساحة السياسية دون الخوض في تفاصيلها والتي لا تتسق ورؤى حزب الأمة القومي كما وردت بخريطة الطريق المجازة من قبل).
===========