21 اغسطس 2022م
ووجدته هناك..
كل جميلٍ فوجئت به هناك..
سواءً من البشر… أو الحجر… أو الشجر..
والذي هناك هذا قادني إليه محض قدر… ولا أقول صدفة… فلا وجود للصدف..
وما كنت قد رأيته قبلاً… ولكني سمعت به..
فكرهته سماعاً… وكرهت صاحبه سماعاً… وكرهت ما خُصص له سماعاً..
أو فلنقل انطباعاً؛ رغم حرصي ألا أكون انطباعياً..
وواحدة من أكبر آفاتنا السياسية – كشعب سوداني – هي الانطباعية هذه..
وسياسياً؛ كنت أظن أن صاحبه هذا كوزاً..
ثم تيقنت أنه اسم غير مدرجٍ أصلاً في قائمة منسوبي المؤتمر الوطني..
وحتى وإن كان كذلك فهذه قناعاته..
فما المشكلة أن تكون يمينياً… أو يسارياً… أو وسطياً… أو شيطانياً حتى؟..
فهذه مشكلتك مع السماء..
أما مع الأرض فما يهم أناسها فيك – ومنك – حميد الأخلاق… والصفات..
سيما إن كنت تلي أمراً من أمورهم..
فما أكثر الذين تولوا أمر الناس العام – حكاماً – باسم الدين؛ وباسم الشريعة..
ثم ساموهم سوء العذاب..
وبصفتي محكوماً من تلقاء هؤلاء؛ فماذا أجني من شعارهم الديني هذا؟..
فليحكمني كافر؛ إن كان يقيم فينا العدل..
ثم أن يكون قد قفز إلى كرسي الحكم عبر وسائل التداول السلمي للسلطة..
المهم؛ وجدت نفسي هناك..
أو ربما هناك هذا هو الذي وجد نفسه متحايثاً مع نفسي – عنده – هناك..
وعنوانه؛ جامعة العلوم الطبية والتكنولوجية..
ولكني فوجئت بأن أصحابها قد (ضيّقوا واسعاً)؛ كما قلت لهم في كلمتي..
أو في مداخلتي على شروحاتهم التعريفية..
فهناك – حيث هناك هذا – كليةٌ للإعلام… وأخرى للاقتصاد… وثالثة للقانون..
ومن ثم فالأصوب أن يكون الاسم شاملاً..
وفي الوقت ذاته معبراً عما فيها من أوجه حداثة… وتحضر… وجمال..
فليكن جامعة الغد… أو الفجر… أو العصر..
أو أي اسمٍ لن يعجز أساتذتها – وصاحبها – افتراعه ليغدو اسماً على مسمى..
كما أنّ الاسم المُختصر أرسخ في الذهن الجمعي..
وكمثالٍ على ذلك هارفارد… أوكسفورد… السوربون… القاهرة… وبيروت..
فغالب جامعات العالم الكبرى ذات اسمٍ قصير..
وإن لم يحدث هذا فالناس معذورون إن ظلوا يطلقون عليها اسم صاحبها..
اسم مأمون حميدة؛ عوضاً عن اسمها الطويل هذا..
وهو الاسم الذي أحببته من بعد بغض؛ وكان بغضاً انطباعياً كما ذكرت..
والجمال الذي أعنيه يتمثل في مبانيها..
ثم في أشجارها… وأزهارها… وظلالها… ونوافيرها… وأقمارها النهارية..
ولا ننسى وجهاً إنسانياً جميلا..
وهو منح مجانية للمبرزين من الفقراء… وأهل الخلاوي… وحفظة القرءان..
وزميلٌ لنا وجدته هناك… عميداً لكلية الإعلام هذه..
وهو الزميل الذي له فضلٌ علينا – من بعد الله – بروف صلاح محمد إبراهيم..
وبمناسبة لقب بروف هذا فالبروفسيرات هنالك كثرٌ..
وكلهم نالوا ألقابهم الأكاديمية هذه خدمة يد – وعرق جبين – كما يقولون..
أو الصحيح أن نقول؛ خدمة عقل..
وذلك في زمانٍ تفشت فيه ظاهرة الألقاب العلمية المضروبة؛ دونما جهد..
والوحيد الذي شذ عن هذه المنظومة هو أسامة..
فهو بروف – هكذا بالعافية – ويرأس إدارة العلاقات العامة بالجامعة..
أو كما قلت له مداعباً (اشمعنى انت؟)..
فكل من هناك حائزٌ على درجة الأستاذية… حتى مدير صالة (الجيم) أستاذ..
وهي صالة ألعاب رياضية لا مثيل لها بجامعاتنا..
كما لا مثيل لقاعتها الدائرية ذات الأغراض المتعددة… ومنها الاجتماعات..
فشكراً جميلاً – جمال جامعتكم – أيها الأساتذة..
شكراً حافظ حميدة…. شكراً محمد مختار…. شكراً النذير عثمان حمد..
وشكراً حنان طاهر… وشكراً محمد عبد المنعم..
وشكراً – أخيراً وليس آخراً – بروف أسامة عابدين محمد..
شكراً لكل جميلٍ – بشراً أو شجراً أو جمادا – وجدته حيث ساقني القدر..
وكان هناك!.