(1)
الشاعر حسن السر، أصدر ديواناً واحداً باسم (بريق الصحو) كما يقول المؤرخ والصحفي معاوية حسن يس، وضمنه أشهر قصائده الغنائية، وهو يعتبر شاعر مقل جداً في كتابة الشعر الغنائي وحصر أشعاره على أصدقائه المقربين من الفنانين خصوصاً أبوعركي البخيت وخليل إسماعيل وسيف الجامعة، وهو كما معروف لأصدقائه المقربين بطبعه عزوف عن الأضواء ولا يميل لحياة الشهرة والنجومية، وكحال العديد من المبدعين آثر الهجرة وألقي عصا الترحال بالسعودية حيث عمل مترجماً في معهد اللغات.
(2)
حاول حسن السر أن يستأنف مسيرة الثنائية الشعرية الغنائية التي أثرت الساحة إبان فترة الخمسينيات والستينيات، من خلال تعاونه مع أبوعركي البخيت في أغنية بريق الصحو:
موصيلك بريق الصحو في النجمات
مكلم ليك أنا الموجات .. تقول لعيونك الحلوات
معديلك وجاي الرحلة
من شاطئ النوي المهجور .. معدي بحور
مهاجر ليك مدثر بالفرح والنور
ولا حزنان ذي أول .. ولا الخاطر كمان مكسور
(3)
وكما وجدت أغنيته (بخاف) شهرتها ومجدها، كان الشاعر حسن السر، على موعد آخر مع النجاح الساحق في أغنية المدينة التي تغنى بها الفنان الهادي حامد ود الجبل .. وحققت الأغنية نجاحاً كبيراً بسبب لغتها المتفردة والجديدة واللحن المتنوع والمشحون بالثراء، ولعل القارئ الكريم لما يطلع على نصها كاملاً:
طـلـعـــت مــــن جــــوه أحــــزانـي الـــعديـــده
نجـمـة صحيانة بتــضــوي في دجى الليلات وحيده
فكـرة فـنــانة وجــديـدة نـظــــرة لـماحة وفريده
فـتـشـتـــا عـنـهــا فـي الــقــــرى النـائية البعيده
وســألــتــا فـي بـــلاد ومـــدن عديده
أبحرتا في كل الموانئ أكـوس عليها
أهـــــاتــــي بــيـــهـــا وأنـــاجي فيها
(4)
هاجر الشاعر إلى ليبيا حينما التقى بالهادي الجبل هناك بحسب إفادة الشاعر بشرى سليمان (هاجرنا سوياً إلى ليبيا في أواخر السبعينات وهناك التقينا بالفنان الهادي الجبل وتواصلنا معه حيث تغنى له بأغنية (المدينة) وعند عودة حسن من ليبيا في منتصف الثمانينات حيث عدت قبله من ليبيا، قمنا سويا بفتح مكتب إعلامي/تجاري لم يكتب له النجاح وهاجر إلى السعودية بعد زواجه مباشرة في أواخر الثمانيات .. وللمصادفة هاجرت أنا بعده بسنتين للسعودية وهنالك تجددت العلاقة، حتى هجرتي لبريطانيا في نهاية 1999 .. وكان من المفترض أن نسافر سويا ولكن بعض الظروف عطلته عن مرافقتي للهجرة الثالثة وبقى في السعودية حتى الآن.