الغالي شقيفات يكتب: مُفاصلة الشعبية
لأجل الوطن
الغالي شقيفات
مُفاصلة الشعبية
بعد اجتماعٍ عُقد بين الفريق مالك عقار عضو المجلس رئيس الحركة الشعبية، والفريق ياسر سعيد عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية، وأبرز المسوقين لبرنامج الحركة الشعبية الأم والسودان الجديد والتحوُّل الديمقراطي، توصلا إلى فراق ودي بين الطرفين ومُفاصلة سلمية، وهو أمرٌ جيدٌ يجد الثناء والتقدير والاحترام، وهذه مدرسة جديدة في العمل السياسي وأدب الخلاف بعيداً عن لغة التخوين والتهديد والانتصار للذات.
وكان عقار قد انحاز لقرارات 25 أكتوبر التي تراها مجموعة اعتصام القصر أنّها تصحيحية، وتراها الأطراف الأخرى أنّها انقلابٌ، وبحكم الواقع هي ضد الشعارات التي ظلّت ترفعها الحركة الشعبية، وبالتالي يعتبر مالك عقار تراجع عن خط نضاله الثوري وأصبح رجل سُلطة طامحاً في المناصب أو كما يقول صديقنا الأستاذ شرف الدين محمود محمد صالح رئيس الهيئة العليا للمبادرات الشعبية، رجل أعياه النضال ويُريد أن يعيش بقية عمره في هدوء.
وواضحٌ أنّ عقار لا يريد المزيد من النقد والصراعات، ولذلك وقّع الوثيقة بسرعة وانصرف لحال سبيله، وذكر الطرفان في بيانهما المُشترك أنّ القضايا الخلافية جوهرية وعميقة ومن الصّعب الاتفاق حولها، واحترما الرفقة الطويلة.
وبعد استقالة وزيرة الحكم الاتحادي بثينة إبراهيم دينار من منصبها وانتصارها لمبادئها وما كانت تؤمن به، توالت البيانات المُناهضة لموقف عقار المُستهتر بالشارع وأصبح في النقعة لم يبق معه قيادي معروف اللهم إلا ابن أخته أحمد العمدة، فالمكاتب الخارجية والأمانة العامة والسكرتارية السياسية والإعلامية كلّها ذهبت مع عرمان وهو انقسامٌ كبيرٌ، يجعل المركز يراجع حساباته مع عقار الذي حتى من هم في النيل الأزرق من عشيرته الأقربين وقفوا في صف عرمان، والفراق باتفاق ودي معناه تقسيم الجيش والإرث والآليات والممتلكات وهم جميعاً شركاء في بنائه.
وبرأيي، هذه المُفاصلة تحصر عقار في زاوية النيل الأزرق فقط، وسوف يتراجع من مشروع قائد قومي إلى زعيم مناطقي، ثم أثنى وينتهي دوره السياسي والنضالي، ويوم يصدر البرهان قراراً بإعفائه لن تسمع له أثراً، وما تبقى من قواته تقوم القوات المسلحة بضمها للجيش بعد تأهيلها وترفع علم السودان بدل رفعها لعلم الحركة الشعبية حتى يوم هم ذاهبون للتدريب في برنامج الترتيبات الأمنية.