شملت فترة انتقالية لمدة عام خارطة طريق الاتحادي الأصل.. هل تجد القبول؟
الخرطوم: آثار كامل 18 أغسطس 2022م
تداعيات الأوضاع السياسية وسخونة الأحداث في الفترة المنصرمة جعلت الكل يعجِّل بالدفع بمقترحات لحل الأزمة السياسية بجانب طرح المبادرات المختلفة لإخراج البلاد من النفق المظلم، لا سيما بعد إعلان رئيس المجلس الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عن انسحاب الجيش من العملية السياسية تاركاً المساحة للقوى المدنية للتشاور لاختيار رئيس وزراء وحكومة مدنية، فيما ظهرت مؤخراً مبادرة نداء السودان للتوافق الوطني مبادرة (الشيخ الطيب الجد ود بدر) والتي تباينت ردود فعل القوى السياسية حولها. وأمس الأول قدَّم الاتحادي الأصل بقيادة محمد الحسن الميرغني، خارطة طريق لحل الأزمة وشملت نقاط عدة فهل يستطيع الاتحادي الأصل بخارطة الطريق التي طرحها حل الأزمة السياسية أم تصبح مثل المبادرات السابقة تضيع وسط زحام المبادرات والإعلانات السياسية التي تطرح هنا وهناك؟
خارطة الطريق
عقد قطاع التنظيم بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل اجتماعاً طارئاً لمناقشة ورقة عمل مقدَّمة من السيد محمد الحسن الميرغني، نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل، ورئيس قطاع التنظيم بالحزب، تمثل خارطة طريق لحل الأزمة السودانية والتي تمت إجازتها وتتمثل في فترة انتقالية لا تزيد عن عام بجانب تشكيل حكومة كفاءات وطنية من مستقلين، ويمكن للأحزاب السياسية تقديم مرشحين لها من خارج عضويتها والإعداد لانتخابات حرة ونزيهة في نهاية الفترة الانتقالية بعد اكتمال متطلباتها من وضع قانون للأحزاب وقيام مفوَّضية الانتخابات والإحصاء السكاني وتشكيل المحكمة الدستورية وعقد مؤتمر اقتصادي بعد شهر من تشكيل الحكومة بمشاركة خبراء من داخل وخارج البلاد ورجال الأعمال والمستثمرين وبيوت الخبرة لوضع خطة إسعافية عاجلة لتحسين معاش الناس و خطة آنية ومستقبلية طويلة الأمد لمعالجة الأزمة الاقتصادية، كما شملت قيام انتخابات على مستوى المحليات والولايات بعد (6) أشهر، وانتخابات تشريعية ورئاسية بعد عام وفي حالة تعذُّر ذلك يتم قيام انتخابات رئاسية بعدعام ودعوة المجتمع الدولي لدعم التحوُّل الديموقراطي في البلاد وقيام الانتخابات ومراقبتها، كما أمَّن الحزب على عرضها على كافة القوى السياسية والمجتمعية ومنظمات المجتمع المدني.
توافق الجميع
يري المحلِّل السياسي علي شرف الدين، خلال حديثه لـ(الصيحة) بأن كثير من القوى السياسية عملت على طرح مبادرات وخارطة طريق لحل الأزمة ولكن يبقى المحك هو في توافق القوى السياسية على أي خارطة طريق تطرح على الساحة السياسية، لأن أي خارطة تطرح تجد الرفض وسط قطاعات الثورة فيظل البحث عن سبب الرفض، مبيِّناً أن الحل يتمثل في طرح خارطة طريق مكتملة الأركان لاتجد الرفض، وأضاف بأن بعض المبادرات وخرط الطريق التي تطرح دائماً ما تكون محاولات سياسية من بعض القوى للبحث عن موطئ قدم لها في المشهد، منبِّهاً بأن قوى الثورة الحيِّة أصبحت دقيقة جداً تجاه ما يطرح لأنها ترى بأن هناك ما لا يتماشى مع روح الثورة وواقع التغيير، بل ترى بأن البعض يريد تكريس حكم العسكر من خلال المبادرات والرؤى التي تطرح.
الثورة والشباب
قال نائب الأمين العام والأمين السياسي للحزب الجمهوري عصام خضر، إنّ الكل يحاول التغيير في ظل الأجواء المشحونة بالصراعات، فيرى بأن القوى السياسية والمجتمع الدولي لن ينظر إلى هذه الخارطة، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة) بأن الاتحادي الديموقراطي الأصل جزء من الأزمة ولم يكن جزءاً من الحل، وأشار إلى أن الأمر لا يحسم إلا بالثورة والشباب، فإذا تم تجاوزهم لا يوجد حل، لافتاً إلى أن عمليات الترقيع لا تجدي نفعاً فلابد من سودان جديد بمستوى جديد، مضيفاً بأن الأحزاب لم تطوِّر نفسها ولا شبابها فأصبحت كروت محروقة فأصبحت منشغلة بالصراعات، ولفت خضر إلى أن الثورة والثوار قالوا كلمتهم (الردة مستحيلة) فالثورة لا تحتاج إلى تنظير ولا تحتاج إلى الفلول ومن شايعهم، وأضاف بأن المعالجة تبدأ بترتيب المشهد، وتابع: لا بد من التقرُّب من الشباب ولجان المقاومة .
حد للنزاع
حث أستاذ العلوم السياسية حامد يس، الكثير من السياسيين وقوى الثورة والقوى السياسية على الاتفاق وقبول خطة خارطة طريق، تجمع الجميع لإخراج البلاد من المأزق السياسي والنفق المظلم والاتفاق على رؤى تؤدي في نهاية المطاف لوضع حدٍ للنزاع بين الأطراف السياسية وقوى الثورة، وأضاف في حديثه لـ (الصيحة) بأن خارطة الاتحادي الأصل ليست بعيدة بتفاصيلها عما طرح في مخرجات مبادرة نداء السودان للتوافق الوطني بقاعة الصداقة، منوِّهاً إلى أن المحك يتمثل في التوافق عليها وقبولها خصوصاً من جانب قوى الثورة الحيِّة والاتفاق عليها حتى تتمكَّن الخارطة بأن تفضي فعلياً لوضع حد نهائي للصراع السياسي.