أحداث شمال دارفور.. من يفتعل الأزمات؟
الخرطوم: صلاح مختار 18اغسطس 2022م
حطّ قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو، رحاله في مدينة الفاشر بشمال دارفور. للوقوف علي الأوضاع الأمنية بمحلية كتم التابعة لولاية شمال دارفور, وأفاد إعلام قوات الدعم السريع، أمس، إنّ دقلو سيتوجّه إلى محلية كتم، من أجلّ الوقوف على الأوضاع الأمنية بالمنطقة بعد الأحداث الأخيرة القبلية التي وقعت بضواحي المحلية.إذا السؤال الذي يطرح نفسه من يفتعل الأزمات ويسعى إلى زعزعة الأمن؟.
أسباب النزاع
وفي خطوة اعتبرت محاولة لزعزعة الأمن وإعادة المنطقة إلى الخلف وتبديد جهود نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو، الساعي إلى وضع حد للاقتتال والنزاعات في إقليم دارفور كانت الأحداث التي جرت في مدينة كتم بولاية شمال دارفور والتي راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى والمفقودين, حيث قتل وجرح واختطف 18 شخصاً، على الأقل بجانب حرق 7 قرى، في هجوم شنه مسلحين على قرى بمحلية كتم بولاية شمال دارفور يوم الاثنين الماضي. وأدى الهجوم إلى فرار العشرات من سكان القرى التي تعرَّضت للهجوم. وقال مواطنون: إن أسباب الهجوم يرجع إلى مقتل شخصين من دامرة الغرير بواسطة مجهولين على الطريق العام يوم الاثنين، وأوضح أن أقرباء المتوفين فزعوا على متن عدد من العربات والمواتر والخيول وقاموا بمحاصرة منطقة ملاقات الواقعة على بعد 30 كيلو متر، شمال كتم والقرى المجاورة لها، وذلك باتهامهم باغتيال الشخصين، وقاموا بإطلاق الرصاص والاعتداء على المواطنين داخل سوق ملاقات بالضرب الأمر الذي أدى إلى مقتل المواطن عثمان أبكر وعدد (5) آخرين، كانوا على متن (موتر توك توك)، بجانب اختطاف 9 أشخاص، آخرين من داخل سوق المنطقة، وأشاروا إلى أن الأحداث تطوَّرت وامتدت إلى قرى سنانة وكونكار وأب جعاب، حيث تم حرقها بالكامل بينما تم حرق قرى حلة آدم وحلة فكي جسي وقرية جبل وكركرة بشكل جزئي، وذكر المواطنون أن ثلاثة من المصابين وصلوا إلى مستشفى كتم لتلقي العلاج.
زعزعة الأمن
وتحرَّكت فور وقوع الأحداث قوات من الدعم السريع التي توجد بالقرب من المنطقة، إضافة إلى قوة داعمة على متن عدد من المركبات وصلت المنطقة لإيقاف الهجوم وإبعاد المهاجمين. في ذات الوقت أدانت حكومة ولاية شمال دارفور الأحداث الأمنية التي وقعت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بعدد من قرى منطقة ملاقات التابعة لمحلية كتم والتي نفذها أشخاص مجهولون وراح ضحيتها عدد سبعة قتلى وإصابة وفقدان آخرين. وقالت حكومة الولاية في بيان صحفي إن الأشخاص الذين أقدموا على تنفيذ تلك الأحداث يسعون إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتنفيذ أجندة خاصة بهم من أجل تأجيج الأوضاع الأمنية بالولاية وإعادتها إلى مربع الحرب والاقتتال والتشريد والدمار، وكشفت الحكومة عبر ذات البيان أنها قد اتخذت كافة التدابير والإجراءات اللازمة لاحتواء الموقف بفرض هيبة وسيادة حكم القانون، معلنة أن عمليات ملاحقة تجري -حالياً- لإلقاء القبض على كل من يشتبه ضلوعه في الحادثة توطئة لتقديمهم للعدالة وفيما يلي نص بيان الحكومة.
هيبة الدولة
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو، شدَّد على ضرورة فرض هيبة الدولة والاحتكام إلى القانون في مواجهة أي تفلت. وأكد نائب رئيس مجلس السيادة لدى مخاطبته القوات ضباط وضباط صف وجنود الفرقة السادسة مشاة وقوات الدعم السريع أن الدولة لا يمكن أن تدار بالتحنيس، وقال إن كل من يتجاوز القانون ينبغي أن يواجه بالحسم، مشيرًا إلى أن ولاية شمال دارفور ظلت على الدوام مثال للأمن والطمأنينة دون وقوع أي مشاكل، داعيًا إلى أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في الولاية وعدم تكرار الأحداث السابقة موجهًا جميع القوات بالعمل والتنسيق المشترك للحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم، وأشار سيادته إلى وجود بعض الأطراف المتفلتة التي تعمل على زعزعة الأوضاع، مشدِّدًا على ضرورة حسم هؤلاء، وقال: إن كل من يعتدي على الناس ويهدِّد أمنهم وسلامتهم لابد أن يعاقب وفقًا للقانون، وأوضح أن أماكن تمركز الحركات المسلحة معروف للجميع وأن كل من يضبط حاملاً للسلاح داخل المدن يعتبر خارجًا عن القانون.
أصل البيان
أصدر تجمع أبناء الرحل بشمال دارفور بيان حول حادث منطقة ملاقات في شمال كتم وقال البيان إن الشهداء كانوا في طريقهم لأداء واجب العزاء في عمهم بمنطقة سيح جنة قادمين من منطقتهم غرير، على متن دراجة بخارية (موتر)، حيث تم قطع الطريق أمامهم ومباغتتهم ورميهم بالرصاص، وأكد البيان أن القتلة تمركزوا في منطقه ملاقات قرية سنانة والتي خرج منها أثر المجرمين وعاد إليها.
مسؤولية الحادث
ووجه البيان أصابع الاتهام لإحدى الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام. ونوَّه البيان أن الحادث لم يكن الأول من نوعه، بل قد سبق ووقعت جرائم كثيرة مماثلة لهذه الجريمة في استهداف للمنطقة وطالب الدولة وولاية شمال دارفور القيام بدورها كاملاً من حسم الفوضى والتفلتات الأمنية، وحماية المواطنين بدون تحيز أو تمييز وفرض هيبة الدولة، والقبض على الجناه وتقديمهم للعدالة فوراً. وقال إننا لن نقف مكتوفي الأيدي ولن نتردد في حماية أنفسنا وأموالنا وعرضنا.ودعت حركات جوبا الكف عن تحريض المواطنين وتعبئتهم بالكراهية والكف عن فوضى التسليح داخل القرى.