15 اغسطس 2022م
بين الخرطوم وجوبا علاقة أكبر من كونها علاقة دول جوار أو أشقاء، بل أنها علاقة الدم والأسرة الواحدة، فجنوب السودان كان يوماً جزءاً من السودان، ولكن التقلبات السياسية فصلت بينهما ولم تتمكّن هذه السياسة من فصل الوجدان عن بعضه البعض.
ونتيجة هذه العلاقة الوجدانية ظلت الخرطوم حريصة على السلام في جوبا وجوبا هي الأحرص على السلام في الخرطوم ، وبهذا الحرص لم تنقطع الزيارات المُتبادلة بين المسؤولين في البلدين ، فما غادر مستشار رئيس جنوب السودان توت قلواك الخرطوم إلا وسافر نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول “حميدتي” الى جوبا وكلاهما واحد هو تحقيق السلام الاستقرار لقناعتهما أن أي توتر يحدث هنا يؤثر على الأوضاع هنالك.
والنائب “حميدتي” ظلّ حريصاً على مُتابعة تنفيذ بنود اتفاق الأطراف الجنوبية ويحرص على مُتابعة التنفيذ خطوة بخطوة، وكذلك قلواك الذي يؤكد حرصه على تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان.
و”حميدتي” الذي لم يمكث في الخرطوم إلا سويعات بعد عودته من الجنينة، فوراً غادر الى مدينة جوبا بدولة جنوب السودان لمتابعة سير تنفيذ اتفاق السلام المُنشّط والمُوقّع بين الفصائل الجنوبية، ولم يعد الى الخرطوم إلا بعد أن اطمأن على أن الأمور تمضي كما ينبغي لها أن تمضي.
وبحث نائب رئيس مجلس السيادة والنائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان د. رياك مشار بجوبا تنفيذ اتفاق السلام المُنشّط لجنوب السودان. وأكد “حميدتي” خلال اللقاء مُباركته للخطوات التي تمّت بتوافق الأطراف على تمديد فترة تنفيذ الاتفاق لعامين إضافيين، مشيداً بجهود أطراف الاتفاق كافة ، وسعيها المُستمر لتحقيق السلام بجنوب السودان، داعياً الى ضرورة مواصلة العمل لتنفيذ كافة البنود المتعلقة بالاتفاق.
وأعرب عن أمله في اكتمال ترتيبات تخريج الدفعة الأولى من القوات المُدمجة نهاية الشهر الجاري، واستيعاب الدفعة الثانية نهاية نوفمبر حسبما تعهّدت أطراف الاتفاق.
وعبر د. رياك مشار عن تقدير بلاده للمساعي الحميدة التي يضطلع بها نائب مجلس السيادة، لمتابعة تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان بوصفه ضامناً ومشرفاً على الملف، مؤكداً جدية والتزام الأطراف بتحقيق الاستقرار بما ينعكس إيجاباً على أمن واستقرار المنطقة.
ورئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت استقبل أيضاً “حميدتي” في حضور المستشار توت قلواك ووزير رئاسة الجمهورية برنابا بنجامين والسفير السوداني لدى جوبا جمال مالك، وبحث العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الشقيقين وسُبُل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة.
و”حميدتي” بعد ان اطمأن على الجهود المبذولة، امتدح جهود الرئيس سلفا كير ميارديت في التوصُّل مع أطراف السلام إلى خارطة طريق لاستكمال اتفاقية السلام المُنشّطة، معلنًا تأييده ودعمه الكامل لما توصّلت إليه الأطراف، مشيرًا الى أنه استمع إلى تأكيدات من الرئيس سلفا كير بتخريج القوات المُدمجة نهاية الشهر الجاري تمهيدًا لدخول دفعة جديدة في نوفمبر المُقبل، وقال إنّ فترة العامين التي توافقت عليها الأطراف ليست بعيدة، داعيًا لمواصلة الجهود لاستدامة السلام حتى ينعم شعب جنوب السودان بالاستقرار، مؤكداً مُواصلة متابعة سير تنفيذ الاتفاق وتكثيف الاتصالات مع الأطراف كافة وصولًا إلى سلام دائم وشامل.
من جانبه، رحّب المستشار توت قلواك بزيارة نائب رئيس مجلس السيادة، رئيس اللجنة العليا لمُتابعة تنفيذ اتفاقية السلام المُنشّطة بجنوب السودان، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي في إطار الجهود المستمرة من الفريق دقلو لمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد.
إنّ العلاقة التي تربط جوبا بالخرطوم تتطلّب مثل تلك الجهود التي يقوم بها حميدتي وقلواك، وإنهما ظلا حريصين على استكمال عملية السلام في كلا البلدين وصولاً للتكامل بينهما في مختلف المجالات تحقيقاً لتنمية ورفاهية الشعبين.