تقرير: حسن حامد 15 اغسطس 2022م
اهتمامات كبيرة ظلت توليها السلطات الصحية بولاية جنوب دارفور والشركاء بالمنظمات لتوفير الأمن الصحي للأطفال وخفض الوفيات الناتجة عن الإصابة بسوء التغذية التي بدأت في تزايد بعدد من الولايات والدول مما شكلت محور اهتمام مشترك لبحث الحلول الناجعة خاصة بعد ظهور بوادر للمجاعة في بعض الدول. وفي إطار المساعي التي تبذلها السلطات الصحية بالولاية جاءت ورشة المعالجة الداخلية لسوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية لعدد (٦٠) من الكوادر الطبية والصحية التي نفذتها إدارة التغذية بوزارة الصحة بتمويل من منظمة الصحة العالمية.
تحقيق الشروط
وقالت منسق برنامج المعالجة المجتمعية لسوء التغذية لمياء إبراهيم شرف الدين، إن الورشة شاملة تتحقق فيها كل الشروط التي تجعل الكوادر قادرة على معالجة طفل سوء التغذية الحاد الشديد المصحوب بمضاعفات طبية. وأشارت لمياء إلى أن سوء التغذية الحاد أحد أسباب وفيات الأطفال الأقل من خمس سنوات، لأسباب كثيرة منها عدم وصول الأطفال إلى المستشفيات بجانب عدم التطبيق الصحيح للعلاج ومن أجل ذلك جاءت هذه الورشة. مناشدة الكوادر العاملة بالمحليات لبذل مزيد من الجهود لإنقاذ الأطفال من خطر الموت والسعي بقدر الإمكان لجعل نسبة الوفيات لأقل من (5%.)
أدوار كبيرة
الصحة العالمية واليونسيف ظلتا تلعب أدواراً كبيرة في دعم الأنشطة المتعلقة بصحة الأطفال والأمهات من خلال التنسيق المحكم بينها ووزارة الصحة الولائية. وأشار مدير منظمة الصحة العالمية بالولاية الدكتور بدرالدين الشريف في فاتحة أعمال الورشة التي عقدت بقاعة وزارة الصحة إلى أن معدلات سوء التغذية هذا العام في ازدياد عن الأعوام السابقة، مشيداً بجهود وزارة الصحة بالولاية وحرصها على قيام هذه الورشة التي وصفها بالمهمة، مشيراً إلى أن سوء التغذية هذا العام من المواضيع المهمة التي أخذت حيزاً من الاهتمام ليس في السودان فقط وإنما على مستوى أفريقيا.
اجتماع نيروبي
وقال بدر الدين: إن اجتماع نيروبي لدرء آثار الجفاف الذي عقد الأسبوع الماضي صدر فيه الإعلان المشترك لمخاطبة موضوع سوء التغذية ونقص الغذاء والأمن الغذائي بهدف توفير التمويل الكافي من المانحين والمتبرعين بالعالم لمخاطبة هذه المشكلة وعمل مزيد من مراكز العلاج الداخلي وتوفير الأدوية الأساسية للأطفال المصابين بسوء التغذية، وتابع: (هذا الإعلان فيه الصحة العالمية واليونسيف وبرنامج الغذاء العالمين بالإضافة للصليب الأحمر الدولي وأطباء بلا حدود ومنظمات مكافحة الجوع ومنظمات أخرى وهذا يدل على أهمية موضوع سوء التغذية وهو موضوع مرتبط ارتباطاً مباشراً بعملية التغيُّرات المناخية التي حدثت، مبيِّناً أن منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا امتداداً بجنوب الصحراء وحتى مورتانيا من أكثر المناطق المتضرِّرة .
دور تكاملي
بجانبه قال ممثل منظمة اليونسيف بالولاية إبراهيم الطاهر: إن دور اليونسيف تكاملي مع منظمة الصحة العالمية والغذاء العالمي، فيما يتعلق بمحاربة سوء التغذية بالمعنى الأوسع. وأشار إبراهيم إلى أن أعلى نسبة وفيات تحدث في مراكز الاستقرار لذلك لابد من ثقل الكوادر بالمعلومات الوافية من خلال هذه الورش لكي يقوموا بدورهم كاملاً في مراكز الاستقرار سواءً أكانوا أطباء أو ضباط صحة أو مرشدين أو ممرضين بهدف الوصول لأقل نسبة ممكنة في الوفيات وتقليل الحالات حتى لا تصل للمرحلة الحرجة، مؤكداً أن الهدف واحد رغم اختلاف المواقع.
دعم الإدارة
المشرف الاتحادي د. حاتم أحمد البدوي، أن الورشة التي استمرت لسبعة أيام، تخللتها العديد من الأنشطة وجوانب عملية بعنبر التغذية بمستشفى نيالا .وأكد حاتم دعمهم لإدارة التغذية لتحقيق الأهداف المنشودة، داعياً المشاركين للعب دور أكبر للحد من سوء التغذية الحاد.
تأهيل الكوادر
وأشارت مدير إدارة التغذية هويدا عبدالله، إلى أن الورشة هدفت لتأهيل الكوادر المستهدفة من أطباء وضباط صحة ومرشدين وممرضين لتطبيق بروتوكول دليل معالجة أطفال سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية، مشيرة إلى أن مثل هذه الورشة لم تقم منذ ثلاث سنوات، مما جعلت عدداً كبيراً من الكوادر لم ينلوا حظهم من التدريب الكافي وبعضهم لم يتدربوا من قبل .وطالبت هويدا المشاركين في الورشة بالاستفادة القصوى منها وتطبيق الدليل على الأرض وأن يلعب كل في مجاله ودوره لتحقيق هدف خفض الوفيات وتقديم خدمة علاجية متكاملة في مراكز الاستقرار، منوهة إلى أهمية التثقيف الصحي والتغذوي .