الخرطوم- الصيحة
أثارت السيول القوية التي ضربت الأسبوع الماضي أكثر من 25 قرية في ولاية نهر النيل والمكتظة بمواقع التعدين عن الذهب؛ مخاوف حقيقية من اختلاط مخلفات التعدين الضارة بالمياه مما يشي بكوارث صحية وبيئية كبيرة.
وفقدت أكثر من 5 آلاف أسرة في تلك القرى؛ المأوى في ظل أوضاع صحية بالغة الخطورة ونقص كبير في مياه الشرب.
وفي غضون ذلك أشار خبراء بحسب موقع (سكاي نيوز عربية) أن الخطر الناجم عن اختلاط محتمل لمياه السيول بمخلفات ومواد تعدين الذهب الضارة سيؤدي إلى كوارث صحية وبيئية يصعب السيطرة عليها.
وأكد مستشار العناية بالبيئة واستدامة التنمية والأستاذ بجامعة الخرطوم، عيسى محمد عبد اللطيف، أن لمخلفات ومواد التعدين عن الذهب تلويث مدمر للبيئة، اذ أن 99.9% من الركام المستخلص منه الذهب يتحول لنفايات.
ويوضح عبد اللطيف، لموقع (سكاي نيوز عربية)، أنه عندما تهطل الأمطار وتجرف الوديان مخلفات الزئبق إلى الأنهار تتلوث مياه الشرب والري مباشرة بالزئبق والسيانيد ومخلفات التعدين الأخرى.
ووفقا لعبد اللطيف فإن مجاري المياه غالبا ما تتلوث بالسيانيد والمواد الكيماوية السامة مما يزيد من خطر تسربها إلى داخل التربة والمياه الجوفية الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لحياة البشر وعلى التنوع البيولوجي للكائنات البرية والمائية والكائنات الدقيقة التي تلعب دوراً هاماً في حفظ التوازن البيئي وإنتاجية الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها البلاد في الأمن الغذائي والأمن المائي مثل الغابات والمراعي والمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والثروة السمكية.
وفي ذات السياق؛ تشير حنان الأمين مدثر استشاري أنظمة البيئة والمياه؛ إلى ضعف الالتزام الحكومي بالمعايير العالمية المتفق عليها فيما يتعلق بالاستخدام الآمن للزئبق والسيانيد والمواد الكيماوية الأخرى في مناطق التعدين رغم توقيع السودان على اتفاقية “ميناماتا” العالمية بشأن الزئبق والتي دخلت حيز التنفيذ في أغسطس 2017.