الولادة سبب رئيس لموت النساء في السودان
دارفور: الصيحة
مثل العديد من النساء في السودان، اعتمدت فوزية إبراهيم اسحق، على القابلات التقليديات “الدايات” للمساعدة في ولادة أطفالها بمنزلها. وخلال خمس ولادات، حدثت عدة تعقيدات لم يكن للقابلات تدريب طبي أو معدات للتعامل معها. ومن حسن الخط أن فوزية وأطفالها الخمسة بقوا على قيد الحياة . ولكن عندما علمت بحملها السادس، قرَّرت فوزية، والتي تقيم في المعسكر المزدحم للنازحين في مورنى، عدم المجازفة واختارت بدلاً عن ذلك الولادة بمساعدة قابلة مدرَّبة ومؤهلة في مركز طبي به معدات. “الولادة في المستشفى أفضل بكثير من الولادة بالمنزل بمساعدة قابلة تقليدية، فالخدمات جيِّدة في المركز ووجدت اهتماماً من القابلات . وإذا قدَّر الله لي الحمل مرة أخرى، فمن المؤكد أنني سأضع في المستشفى، وأعلم أنني وطفلي سنكون في أيدي أمينة”.
وقد وضعت فوزية بالسلامة طفلاً ذكراً صحيح البدن الشهر المنصرم في مركز الطوارئ للولادة وصحة الجنين بمورني.
وتقول فوزية، وعلامات الرضا بادية عليها وهي تحتضن مولودها الذكر: “الولادة في المستشفى أفضل بكثير من الولادة بالمنزل بمساعدة قابلة تقليدية، فالخدمات جيِّدة في المركز ووجدت اهتماماً من القابلات . وإذا قدَّر الله لي الحمل مرة أخرى، فمن المؤكد أنني سأضع في المستشفى، وأعلم أنني وطفلي سنكون في أيدي أمينة”.
ويعاني المعسكر من نقص كبير في الخدمات الأساسية للنساء والأطفال مع تزايد عدد السكان، فأقرب عيادة كانت في الجنينة التي تستغرق الرحلة إليها أكثر من أربع ساعات، مما يعني عدم إمكانية الوصول إليها مساءً بالنسبة للنساء اللائي يواجهن آلام الحمل أو التعقيدات الأخرى المهدِّدة للحياة. وبالنسبة لفوزية، التي هربت إلى مورني عندما اشتعل القتال في قريتها الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً، كان الخيار الوحيد هو اللجوء إلى القابلات التقليديات.
تظل الولادة سبباً رئيساً لوفيات النساء في السودان مما دفع اليونيسف وشركاء آخرين للاستثمار في تدريب قابلات جدد وتعليم النساء كيفية وأماكن الحصول على المساعدة وإقامة عيادات متخصصة ومعدة للتعامل مع التعقيدات التي تصاحب الآم الوضوع.
توجد بمركز الطوارئ للولادة وصحة الجنين في مستشفى مورني الذي أنشئ في نهاية عام 2009م، غرفتان للولادة وغرفة عمليات صغيرة، وعشرة أسرِّة للنساء الحوامل اللائي يواجهن تعقيدات قبل أو بعد الولادة. وقد استغرق انتقال ثقة النساء من القابلات التقليديات إلى القابلات المؤهلات بعض الوقت، ولكن المستشفى يشهد -حالياً- ولادة خمسين طفلاً، في الشهر الواحد، كما يقوم بإحالة عدد من الحالات الطارئة والمعقدة إلى الجنينة التي تتوفر فيها عناية أكثر تخصصاً. والنتائج تتحدث عن نفسها: فقد انخفض عدد وفيات الأمهات في مورني من (1056) في عام 2006م، إلى (332) بعد أربع سنوات.