عن حُكم قتل الذبابة في الحرم
مضت حركة الإسلام رغم (تساقط) و(سقوط) و(إسقاط) الرموز والشخوص التي تُمثّلها.. والزائل عند المسلم اليقيني الحق هو (كل شيء) ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام..
ومكرمة باذخة يمنحنا لها الخليفة الأول حين ينعى إلى الدنيا بثبات وجداني عجيب وفاة الرسول الكريم:(من كان يعبد محمدًا، فإن محمداً قد مات) لينزع فورًا تلك الالتصاقات والدمادل غير المستحبة من العقل الجمعي للمسلمين مستفتحاً حقبة أخرى جديدة من المجالدة والجدال في أقضية الناس وهمومهم المستمرة والمستجدة، يستمر فيها عطاء الجهد البشري المتعلّق طواعية وإيماناً بالوحي في بث الوعي والاستنارة على نحو تصاعُدي متصل.
وأبوبكر الذي يستمد سلطانه من ذلك الجسد المُسجَّى كان الأكثر صلابة وصمودًا للدرجة التي يتعدّى حزنه الشخصي والداخلي، ويطلق نصل الحقيقة التي تنفع الناس وتبقى في الأرض، فكل ما مضى لن يعود، وأي ارتهان ورهان عليه خاسر وادخار غير مسترد وهو من ثَمّ آثم ظلوم، رفض الصديق أن يعبُد غير الله إلا أن الناس من بعده عبدوا (كربلاء) و(ابن تيمية) و(ميدان رابعة) وأقاموا عليهم ولنا المآتم والعويل من أجل مرارات لم نتذوّقها ولم تدخل علينا إلا من أبواب الافتراض وحكايا الغول والعنقاء والخل الوفي، فما اشتبكت دموع في جفون إلا من أجل غائب لا تُرتجَى عودُته ولا تفنى مصائبه ولا تنقضي !! ..
حركة الحياة نفسها مبنيّة على تلك العبقرية والثنائية المدهشة المفعمة بالإنبات والاقتلاع والسوح والأظعان والأفول والأزهار ليبلونا أيّنا أحسن عملاَ، فلا الأفكار ولا الحوادث بمعزل عن التغيير والتغيّر والتأثير والتأثر والصعود والهبوط.. أما الذين اختاروا التحنيط مع نصب أخيلتهم التذكارية، فان الواجب المستحق أن نمنعهم من التكاثر ولنقطع عليهم طريق الإمساك بمقاليد الأمور مع التأكيد على ضرورة وجودهم كمكوّن مرغوب فيه ضمن طاقم الحوار الوطني الذي تتساوى فيه مشاركة وتفاعلاً وانفعالاً (إنصاف مدني) مع (عبد الحي يوسف) دون أن ينتقص اعتلاء أيٍّ منهما سدة المشهد وسداه من أحقية الآخر.
وليجتهد الشيخ في دفعها إلى القدوم عند صلاة المغرب لإعلان المراجعات، كما يحق لبت الحصاحيصا الشقية أن تواصل تسخين دلوكتها لتحاول منع ابن الشيخ من الذهاب للدندر.
للجميع الحق في أوان ورود الماء أن يشربوا من بارده وصفوه وإلا فإن اختياراتنا لبعضهم (كدراً وطيناً) ستدفعهم لتسميم المياه أو ممارسة الانتحار الجماعي إما في (قصر الضيافة) أو (كاودا) وفي كلٍّ شر..