14 اغسطس 2022م
نظّمت لجنة مجمع الراشدين الإسلامي بشمال شرق فيلادلفيا بمدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، نفرة لجمع تبرُّعات لتوسعة المسجد عقب صلاة الجمعة أمس الأول، وهو مسجد قام على إرادة سودانية فكراً وتنفيذاً، وصادف ذلك اليوم المبارك حضور الشيخ محمد إسماعيل آدم صالح إمام وخطيب مسجد أي في ستي بواشنطن إماماً زائراً ليؤدي صلاة الجمعة بمسجد الراشدين بدعوة من لجنة المسجد، وكان الحضور كثيفاً، والإمام خطيبٌ مُفوّهٌ بكل اللغات، وجاذبٌ للاستماع والتفاعُل، وقد حَثّ الإمام إسماعيل، المصلين للتبرُّع وعمل الخير، وقامت اللجنة عقب ذلك بفتح باب التبرعات، وكانت ملحمة الرشدين من أفراد الجالية السودانية والجاليات العربية والإسلامية، فتدفّق الدولار مئات وآلافاً والكل يبتغي الأجر عند الله وتقديم شيء لآخرته.
المساجد هي بيوت الله في الأرض، وأذن الله أن ترفع ليُعبد فيها وحده، ويُذكر فيها اسمُه، ويُعلى فيها أمرُه ونهيُه، ويتقربُ فيها المسلمون إليه بشتى أنواع العبادات، من صلاة وذكر وتلاوة قرآن واعتكاف وتسبيح ودعاء، فتطهرُ فيها النفوس والأبدان من أدران الذنوب والعصيان، وتحصلُ فيها الراحة والأنس، والأمن والإيمان، ولذة مناجاة الكريم المنان، فقد أثنى الله سبحانه على من يعمر مساجده فقال: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة:18].
وإن من عمارة المساجد إقامتها، وترميمها وتعاهدها وصيانتها، ويدخل هذا الفعل أيضاً في الصدقة الجارية، ولو كانت المشاركة بمبلغ قليل، ويدل على ذلك ما ورد في الحديث. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ”.
ونسأل الله تعالى خير الجزاء للأخ الطيب الحسن وإخوانه دكتور خلف الله محمد ومبارك محمداني وعلاء الإريتري وكل إخوانهم في العمل الخيري التّطوُّعي الذي يقوم به في خدمة الجاليات المُسلمة والمُجتمع عامة، نسأل الله تعالى أن يُبارك لهم في الذرية والولد وللشيخ محمد إسماعيل الذي جدّد في الأمة روح الحماسة والعمل.