الخرطوم: محمد البشاري 11 اغسطس 2022م
قال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” إن هنالك مخططات خبيثة تمضي لـ”فرتقة” البلاد، وشدد على أنهم يعملون حاليا لمعرفة من يقف وراء تلك المخططات، مشدداً على أن قبائل دارفور وضعت يدها فوق بعض ومضت في طريق السلام، في وقت أكد حميدتي أنهم سيقومون بمساعدة الأطراف المدنية للتوصل إلى اتفاق، وقال ” لو خروجنا من الساحة السياسية أو الحكومة سيجعل البلد تستقر نحن ما ممكن نضيع بلدنا عشان نقعد لينا في كراسي”، وبشأن مبادرة نداء أهل السودان التي أطلقها الشيخ الطيب الجد قال حميدتي ” لو بقت مبادرة سودانية وطنية دايرة تجمع شمل الناس فالمؤكد سيلتف الناس حولها ونحن ما دايرين تاني ننخم لأي مبادرة”، وأضاف “نحن دايرين نصل إلى وفاق ما دايرين نصل إلى مشاكل، الطيب الجد بالنسبة لينا زول محترم وكل الطرق الصوفية لكن نحن دايرين الحكاية يكون عليها اجماع ما دايرين خلافات”.
مصالحات نهائية
وعقد حميدتي أمس مؤتمر صحفياً بمطار الخرطوم عقب عودته من غرب دارفور التي قضى فيها نحو (52) يوما، وقال إن الغرض من زيارة غرب دارفور فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وعقد المصالحات واعادة النازحين لمناطقهم واعادتهم من المساكن الحكومية الى مناطقهم بعد نزوح إمتد لعامين، وأضاف “نشكر حكومة غرب دارفور ومواطنيها اكرمونا بأربع مصالحات بين القبائل مصالحات نهائية عندها التزامات من الدولة وهناك وقف عدائيات بين المساليت والعرب وفي أكتوبر سيتوج بصلح كبير وبعده السودان سيتعافى من الجنينة”.
وأكد أن عودته إلى الخرطوم ليست نهائية وسيعود للجنينة بالنسبة لمتابعة أمر إعادة النازحين الذين تتولى هيئة المساحة تخطيط المساحات لاعادتهم، وكشف عقد لقاءات مع غالبية المكونات بالولاية التي لديها اشكاليات ووصلوا الى تفاهمات وطوت أطراف النزاع صفحة الحرب ومضت الى السلام والتعافي.
وأشار حميدتي إلى زيارة قام بها إلى وسط دارفور حيث عقد 13 لقاء مع مكونات الولاية وكانت هناك استجابة من النازحين بشأن العودة الى مناطقهم ووصلوا إلى تفاهمات معهم وهم جاهزين للعودة لمناطقهم إذا توفرت لهم الخدمات.
انتشار القوات
وكشف عن تشكيل لجان قاعدية بالمناطق التي شهدت نزاعات بغرب دارفور، وضمت اللجان كل أطراف النزاع وسيصدر قرار من الوالي بشأن تكوين تلك اللجان، وقال إن مهام اللجان هي تنفيذ اتفاق الصلح وتنزيله على أرض الواقع ومتابعة الحدث قبل وقوعه، مشيرا إلى عودة الحياة إلى طبيعتها وتم فتح الأسواق، وأفصح عن أن سلطان دار عموم المساليت أبلغهم بأن نسبة الزراعة للموسم الحالي بلغت 100%.
وبشأن فرض هيبة الدولة قال حميدتي إنهم اصدروا عدد من القرارات نتج عنها تحقيق للاستقرار، مشيرا إلى نشر قوات مشتركة في كل المناطق التي شهدت نزاعات، وأضاف “القوات المشتركة جاهزة واي حدث قبل أن يقع ستكون موجودة في موقعه وسننشر قوة أكبر في المناطق كلها حتى يطمئن المواطنين”، وكشف عن وضع خطة من لجنة امن الولاية وتم رفعها الى اللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع وتمت مناقشتها وسيقومون بتلبية متطلباتها، وقال إن الجنينة آمنة تماما لكنه عاد وأضاف قائلا” لكن لا نزال نقول المجرمين موجودين والغرف موجودة والمخططات الخبيثة موجودة”.
اخلاء مستوطنين
وأقر بأن ضعف الامكانيات باتت السبب الرئيس وراء عدم تنفيذ العودة الطوعية للنازحين واللاجئين إلى مناطقهم، ودعا المنظمات للعمل في العودة الطوعية حتى يتمكن العائدون من زراعة اراضيهم وبالتالي الخروج من الاغاثة، مؤكداً التزامهم بوضع قوات مشتركة لتأمين العودة الطوعية، وكشف عن توجيهه قبل عامين عبر لجنة شكلها باخلاء مستوطنين يتواجدون في منطقة (كابار)، وأشار إلى أنه تبقت عشرة منازل في تلك المنطقة من المستوطنين وسيتم اخلاءها خلال الخريف الحالي.
وقدم شكره لدولة الامارات التي دفعت بنحو (714) كرتونة أدوية لغرب دارفور، مشيراً إلى أن هنالك مواد غذائية ستاتي في الايام المقبلة.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالرحل والثروة الحيوانية لتفادي الاحتكاك بين المزارعين والرعاة.
وحول زيارته إلى تشاد ولقائه بالرئيس التشادي كشف حميدتي عن تسليمه للتشاديين أسماء عمد ومجرمين، وقال إن القوات السودانية التشادية المشتركة تعمل حاليا داخل تشاد لاعادة الإبل المنهوبة في الحادث الأخير والقبض على الجناة، مشيراً إلى أن القوات المشتركة أجرت رسم للحادث ووجدت أنه داخل حدود السودان بنحو (14) كلم، وقال “نحن ناس جيران واشقاء ما دايرين بينا مشاكل والعملية كلها بتاعت ناس حرامية ومتفلتين والدولتين ما عندهم بيها علاقة”.
سيادة البلاد
حميدتي وعقب فراغه من التنوير بمخرجات زيارته إلى الجنينة دلف للإجابة على أسئلة الصحفيين حيث أبتدر حديثه حول اتجاههم لتشكيل حكومة تصريف أعمال بقوله إنه ليست لديه معلومات، ومضى قائلا ” نحن عساكر زي ما قلتوا ختيتونا في الكورنر اصبحنا خارج التغطية ومنتظرين الناس تتفاوض عشان تصل الى حلول واتمنى يكون في اتفاق بين الاطراف والناس تصل الى وفاق”.
وبشأن البيان الذي أصدره قبيل مغادرته إلى الجنينة والذي أعلن فيه خروجهم كعسكريين من السياسة وما صاحبه من لغط قال حميدتي إن بيانه جاء تأمينا على بيان سابق أصدره رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وأشار إلى أن الحديث عن تكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة هي مبادرة وحديث صادر من الحرية والتغيير، وأشار إلى أنه وفي وقت سابق أعلن رفضه لهذا الأمر عندما تم طرحه للنقاش بحجة سيادة البلاد، وأضاف “بعد أيام من سفري إلى غرب دارفور اتصل بي الرئيس واخوانا في المكون العسكري وأبلغوه بما سيصدر في بيان البرهان الأخير”، وأردف” انا قلت ليهم كلمة واحدة الكلام البتقولوا ما ترجعوا منو والان الكلام القلناهو نحن قدروا وما بنتراجع عنو ونحن دايرين السودان يطلع الى بر الامان”، وأشار إلى أن هنالك ترويج بأنه ضد الانتقال السياسي، مشيرا إلى أنه استأذن البرهان لاصدار البيان لاثبات موافقته على البيان الاخير لرئيس مجلس السيادة، وتابع” نحن موافقين والحكاية دي بنمشي فيها للنهاية”.
اتفاق المدنيين
وبشأن تحديد مدة زمنية للمدنيين للوصول إلى توافق قال حميدتي إنه تم منحهم وقت محدد لكنهم وبما يمضي حالياً فإنهم لن يتفقوا، وأضاف ” نحن كأشخاص ممسكين بالسلطة لا يفترض ان نبتعد عن الحوار حتى لو طلعنا بره ولازم نوصل الناس الى اتفاق”.
وبشأن مبادرة الطيب الجد أكد حميدتي أنه التقى بأشخاص من الطرق الصوفية والادارة الأهلية وتسلم مسودة المبادرة، وقال “سالت الوفد المبادرة مشكلة من وين ومن وراءها وأبلغوني بأنها 14 لجنة وطلبت منهم احضار الـ14 لجنة حتى يقوم بمراجعتها ويعرف من هي.
وأبدى تمنياته بأن يحدث توافق بين المدنيين، وقال ” ده بيدخلنا في سؤال انو نحنا عارفنهم ما بتفقوا طيب هم ما بتفقوا لشنو لازم يتفقوا ونحن حنساعد في الاتفاق”.