الموسم الزراعي مشكلات وعراقيل
الخرطوم: رشا التوم 11 اغسطس 2022م
صورة قاتمة للموسم الزراعي الحالي في البلاد ارتسمت ملامحها وأهم تفاصيلها بتأثيرات سالبة على الاستعدادات للموسم القادم، وكانت أبرز العوامل التي أثرت بصورة كبيرة مشكلات ارتفاع معدلات التضخم وتدني أسعار المحاصيل وعدم توفر الجازولين وارتفاع مدخلات الإنتاج والسماد والتمويل وغيرها من التعقيدات، والتأم بالأمس، اجتماع لجنة الموسم الزراعي الصيفي والذي ضم ممثلين لوزارات الزراعة والغابات ووزارة المالية والري ،وشهد الاجتماع غياب البنك الزراعي أحد أهم أركان العملية التمويلية للقطاع الزراعي، دون أسباب معلومة كما نوَّهت إليه المنصة أنه تم إخطار البنك عقب اتصالات وملاحقات ورغم ذلك لم يتم استجلاء أسباب الغياب.
وكشف ممثل وزارة الزراعة والغابات م. عبد المجيد محمد الطيب، أن أهم المشكلات التي تواجه القطاع الزراعي عدم وجود سياسة واضحة ومستقرة للنهوض بالقطاع وتطويرهن فضلاً عن تدني الإنتاج وانخفاض مستوى استخدام التكنولوجيا والتقانات الحديثة.
وشكا من تأثيرات الحكم الفيدرالي الذي خلق إشكالات في الولايات بإعطائها الحق في فرض سياسات محدَّدة على الإنتاج الزراعي.
وأقر بضعف البُنى التحتية في القطاع الزراعي وانعدام الطرق وارتفاع سعر الكهرباء والجازولين والمخازن وشبكات الري، مشيراً إلى وضع خطة للموسم الصيفي لزراعة (٥٧) مليون فدان،
وأشار إلى اتفاق لزراعة القمح بمساحة (٦٣٢) ألف فدان، في الموسم وتحديد احتياجات الموسم من الأسمدة والمبيدات بمبلغ (٤٦٢) ألف، وسماد الداب بـ(١٣٥) ألف، ولفت إلى الاتفاق مع البنك الزراعي لتمويل (٥٠٪) للموسم الزراعي وماتبقى للشركات، وأوضح أن مكافحة الآفات تقوم به الإدارة العامة لوقاية النباتات بوزارة الزراعة، ودعا إلى نشر ثقافة التقاوى المحسَّنة في وسط المزارعين، وأقر بتحديات تواجه الموسم الزراعي منها التضخم وارتفاع عام مستوى الأسعار فضلاً عن تدني أسعار المحاصيل والتسويق وعدم توفر التمويل وارتفاع غير مسبوق في المدخلات على رأسها الجازولين والعمالة والاسبيرات والآليات، وعزا تأخر الاستعدادات للموسم نتيجة ضعف التمويل من البنك الزراعي والتي وصلت مابين (10/15 %) في أفضل الحالات، وأضاف أن البنك الزراعي يواجه مشكلة تتعلق بضعف رأس المال
ومواجهة مشكلات تتعلق بالتسويق لمحاصيل الموسم السابق، مشيداً بتجربة الزراعة التعاقدية والتي منحت القطاع الخاص الفرصة لتمويل الزراعة،
ونفى وجود أخطار من الآفات الزراعية والمخاطر على الموسم، منوهاً إلى مكافحة آفة الجراد التي ظهرت في بعض الولايات بشكل جيِّد، ومن ناحيتها قالت المدير العام لإدارة الزراعة والغابات د. فاطمة يوسف الأمين، إن المساحة المقرَّرة للزراعة بالولايات (73) مليون فدان، بحسب الخطة التأشيرية زرع منه (57) مليون فدان، فقط، بجانب حصر المدخلات المطلوبة لتوفيرها من قبل الوزارة، وأشارت إلى اتفاق مع وزراء الزراعة بالولايات لتوفير الحزم التقنية والأسمدة والمبيدات لرفع الإنتاجية، واعترفت بمواجهة مشكلات توفير الجازولين بـ(500) ألف طن متري، تم طرحها لتغطية المساحة الزراعية المقرَّرة وفرت منها وزارة الطاقة (50%) للتحضيرات (و15%) للكديب، ودعت إلى الإسراع بتوفير الجازولين بمناطق الإنتاج في الولايات بالسرعة المطلوبة، وأضافت أن هناك تعقيدات تتعلق بعملية إيصال التقاوى المحسَّنة لصغار المزارعين بالقطاع المطري لرفع الإنتاجية واستحداث رسوم مفروضة عليها جراء عجز الولايات عن توصيلها مباشرة، وشكت تأخر التمويل من وزارة المالية الاتحادية لكافة ولايات القطاع المطري والتي تم توزيع التقاوى لها في وقت متأخر عن مواقيت الزراعة مما يخلق مشكلات في التخزين، وأردفت: التقاوى أما توزع أو تزرع وإلا نقص الإنتاجية مصير محتوم بنسبة (30 %) لعدم زراعتها في مواقيتها المحدَّدة،
وأعلنت عن عزوف المزارعين عن زراعة الذرة والدخن والمحاصيل النقدية والقطن في موسم 2020 -2021م، وأكدت أن محصول القطن تمت زراعة مساحة (39) ألف فدان، من إجمالي (50) ألف فدان، المحدَّدة بنسبة تنفيذ (10%) فقط، بجانب مواجهة المزارعين مشاكل التسويق للقطن وتحمل تكلفة الزراعة، وأشارت إلى خروج الحكومة من تسويق القطن ودخول الشركات والتي أصبحت هي المروِّج الرئيس، وأقرت بتقليص المساحة المزروعة من القطن إلى (1100) فدان، من إجمالي (200) ألف فدان، العام الماضي.