التشكيلي والروائي عصام قيسان لـ(الصيحة): للتشكيليين حضور مميز وقوي في الحراك الثوري
رواية أموشي حازت على جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع للكتابي
حوار: عائشة الزاكي 9 اغسطس 2022م
يعد الفنان عصام عمر إبراهيم الشهير بعصام قيسان واحداً من أوائل الفنانين التشكيليين. تخرّج في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية قسم الخزف. وهو أول طالب من قيسان درس الفنون ومن ثم جاءت التسمية وارتبط اسمه بمدينته الجميلة. شارك في ثورة ديسمبرة المجيدة وأحد مؤسسي تجمُّع التشكيليين، بالإضافة الى حصيلته من الروايات والقصص القصيرة.. التقيناه في هذا الحوار الذي جمع ما بين فن الكتابة والفن التشكيلي والى مضابطه…
*بدايةً حدثنا عن الفن التشكيلي وهو من أصعب الفنون التي يصعب على العامة تفكيك شفرتها؟
بحكم الدراسة والتخصص في مجال الخزف أميل الى عمل المجسمات والجداريات، وفي وقت مبكر قُمت بتنفيذ عدد من المُجسّمات مع مجموعة من التشكيليين على رأسهم الفنان حاتم بابكر كوكو داخل وخارج السودان وثلاث سنوات بألمانيا. أما بالنسبة للنقد له أهمية في تبسيط وتشريح الأعمال، ولكن من وجهة نظري التشريح والتبسيط يضعفان العمل. كل عمل جميل له وقع خاص يؤدي الرسالة وعمل الدراسات النقدية يبعد المتلقي عن العمل، وفي رأيي ان ينزل أي عمل إبداعي كما هو.
*كيف تقيم الحركة التشكيلية السودانية؟
الحركة التشكيلية السودانية من الحركات الرائدة رغم ما يعانيه السودان منذ تأسيس الدولة الحديثة وبعد الاستقلال من مرارات، إلا أن التشكيلي السوداني مدرسة متقدمة وله حضور عالمي كبير عبر فنانين مرموقين من الرعيل الأول من الجيل الحديث أمثال خالد عبد الله الشهير بعبد الله كسلا بإبداعاته ومنحوتاته التي زيّنت متاحف بكين وغيرها، والفنان حاضرٌ بقوة وبصمته واضحةٌ في أوروبا وأفريقيا، بالإضافة الى الحضور المحلي المكثف في كافة مناحي الحياة وخاصة مع ثورة ديسمبر المجيدة التي أظهرت إبداع التشكيليين.
*ثورة ديسمبر المجيدة شارك فيها كل الفنانين التشكيليين أين قيسان من الحراك الثوري؟
في الحراك الثوري تجمع التشكيليين كان لهم القدح المعلى بإدارة الملف الخطير في الحراك الذي أدى إلى إسقاط النظام.. التشكيلي كان حضوراً منذ بداية الفعاليات بعمل البوسترات عبر تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، وأنا كنت احد المؤسسين في تجمع التشكيليين الذين شاركوا في الحراك وواحداً من الذين تم اختيارهم كممثلين في 6 أبريل، وعندما تكونت غرفة إعلام في الداخل قُمنا بالإنتاج والتوزيع بصورة عشوائية بعد وصول عدد مقدر تم إنتاج اول لافتات متخصصة باسم تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير وتشكيل منصة إعلام، وكان التمركز الأساسي داخل دار الخريجين بالخرطوم وما صاحبه من فن وثقافة وثورة.
*أول رواية كتبتها بالفصحى أم بالعامية؟
اكتشاف الكتابة ناتجٌ عن العجز في مجال تخصصي في دراسة الخزف وكانت لديّ طموحات أن أقدم الكثير في المجال، ولكن في الظروف السودانية وعدم توافر المدخلات الأساسية التي تنتج الخزف أدت إلى الخمول، وحاولت الكتابة عبر “فيسبوك” في مجال القصة والرواية ووجدت مشجعين ساهموا في مواصلتي الكتابة، وأول رواية هي اموشي وبعدها الآلاف من القصاصات والقصص القصيرة جداً الذي ساهم فيها قروب “فيسبوك” وقروب رابطة أدباء السودانيين ورابطة أدباء العرب، وبعد سرد من الكتابة والتشجيع قدّمت رواية أموشي لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي ونالت الدرجة الثالثة، ولديّ كتابات كثيرة تحتاج إلى تنقيح، ولديّ روايتان تحتاجان إلى مراجعة وعدد من القصاصات والقصص القصيرة وأكثر من 1800 نص ستصدر قريباً في أربعة كتب، ورواية اموشي باللغة العربية الفصحى وأحداث الرواية تدور في منطقة قيسان وجنوب النيل الأزرق بشكل عام واللغة العامية دخول المحلية بلغة أهلنا (البرتا) وهي مزيج باللغة العربية الفصحى وبكلمات شعبية وقمنا بعمل فهرسة لكلمات كثيرة في غلاف الكتاب حتى لا يجد القارئ غير السوداني صعوبة وهذا بعد استشارة روائيين من تونس ومصر ومن ضمنهم البروف أحمد طنطاوي.
*عدد الروايات التي كتبتها وهل للأطفال نصيبٌ من ذلك؟
حاولت كثيراً لكن فشلت، والكتابة للأطفال صعبة جداً.
*هل شاركت في مسابقة محلية أو عالمية وما اسم الرواية التي شاركت بها؟
شاركت في مسابقة جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي، ونلت الجائزة الثالثة في دورة 2015 والرواية تحمل اسم أموشي.
*بمَن تأثّرت من الروائيين؟
لم اقرأ للروائيين كثيراً، بداية القراءة المُغامرات الخمس والكتب البوليسية ورواية موسم الهجرة الى الشمال ورواية واحدة للكاتب إحسان عبد القدوس، وليست لديّ لونية محدّدة، وبعد الكتابة والنشر على “فيسبوك”، لاحظ المتابعون بأن كتاباتي تشبه كتابات الروائي الكبير عبد العزيز بركة ساكن، ولم يحالفني الحظ أن اقرأ له، وبعد تشابه الكتابة قرأت له رواية الجنقو مسامير الأرض، وفي طريقة السرد تأثرت بأنني تشكيلي، أكتب وأرسم ويظهر الرسم في كتاباتي ويشيرون بأنني تشكيلي.
*ما هي آخر رواية كتبتها؟
آخر رواية توقّفت منذ بداية الثورة وهي مُجرّد لايك التي تدور أحداثها حول (ست شاي) وهي بطلة الرواية، تكاد تكون قصة حقيقية للسودانية على الأرض بالصدفة (مُجرّد لايك) حياة داخل الصفحات الإسفيرية وتحولت إلى رواية.
*في الختام ماذا تقول؟
الشكر للصحيفة لإتاحتها الفرصة لي وأتمنى له التقدم والازدهار.