الحدود.. نعمة أم نقمة؟
الخرطوم- الصيحة
سؤال عريض مازال كثير من السودانيين لا يجدون له إجابة، وهو هل الحدود نعمة أم نقمة؟ وما الذي يجعل هذه الحدود المشتركة مكاناً لتصدير المشاكل؟.
وينظر المراقبون للسودان بدهشة واستغراب لكونه واحدة من الدول ذات الحدود المشتركة مع عدد من دول جواره العربي والأفريقي، وترتب على هذا الوضع جملة من المشاكل في شكل تفلتات أمنية ولجوء وتهريب للسلع والسلاح وغيره، بدلاً من أن تكون هذه الحدود مكاناً لتبادل المنافع بين شعوب هذه البلدان.
إذن لماذا أصبحت حدود السودان مسرحاً للأحداث والتدخل في شؤونه الداخلية وعدم استقراره.؟
يرى الخبراء أن الخلافات السياسية والكيد السياسي بين الأحزاب والقوى السياسية منذ الاستقلال وحتى الآن، وعدم الاتفاق على مشروع وطني ورؤية للتقدم والازدهار، بأنها السبب الرئيس وراء عدم استفادة السودان من الحدود مع الجوار.
ويقول الخبير والمحلل السياسي د. حسين النعيم في رده على سؤال: لماذا لا تكون الحدود لتبادل للمنافع الاقتصادية والثقافية بين دول الجوار؟، إن هذه الحدود في الدول الأفريقية وضعها الاستعمار وخلق بها حواجز بين المجموعات السكانية وبالتالي لم يراعِ مسألة المصالح المشتركة لهذه الشعوب في تبادل المنافع، وأضاف أن عدم التفات الحكومة منذ وقتٍ كافٍ لهذه المعضلات وتركها دون معالجات حقيقية وفق القانون والاتفاقيات جعل البلدان ومن بينها السودان لا تستفيد من منافع الحدود.
وبالمقابل، أكد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” أن السودان عازم على ضبط حدوده ولن تكون هملة، وقال النعيم إن حديث النائب دقلو يكشف عن نية الحكومة القيام بوضع إجراءات وتشريعات من شأنها ضبط حركة المتفلتين والمجرمين وايقاف نشاط المهربين وتجار المخدرات والسلاح.
واعتبر الخبير أن ما عناه النائب دقلو من إصرار على ضبط الحدود يعد هو بدايةً لعملية تنظيم الحدود والسيطرة عليها وتطبيق الإجراءات الرسمية في عمليات الدخول والخروج عبر بوابات وبالتالي تتم عمليات الإصلاح الاقتصادي والأمني والاستقرار.