مدير المخابرات: مكافحة الإرهاب هدف استراتيجي للسودان
الخرطوم- الصيحة
أكد مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، استعداد السودان للعمل والتعاون مع الجميع بكل شفافية في مجال مكافحة الإرهاب على المستوى الثنائي أو الجماعي لأبعد حدود ممكنة.
وخاطب مفضل بفندق كورنثيا اليوم، الجلسة الافتتاحية لورشة “دور التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب” التي ينظمها جهاز المخابرات العامة بالتنسيق مع أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (سيسا)، وقال إن المكافحة الشاملة لظاهرة الإرهاب تتطلّب التعاون العميق في مجال تبادل المعلومات لكشف المجموعات الإرهابية وأساليبها ووسائلها وعملياتها والقضاء على نشاطها من جذوره.
وأضاف “إن الإرهاب الدولي ظل يُشكل منذ سنوات عدة أحد أخطر التحديات التي يواجهها عالمنا المعاصر إن لم يكن أخطرها على الإطلاق وتزداد خطورة الإرهاب بتفاقم المآسي والأضرار الناجمة عنه والتي لا تقتصر على إزهاق الأرواح البريئة وإلحاق الأضرار بالممتلكات بل إن الأمر يتعدى ذلك ليطال كيانات ودول ويعيق تقدمها واستقرارها”.
وأوضح أن الإرهاب لا يقتصر على دول دون أخرى أو منطقة بعينها دون غيرها بل يضرب في كل مكان ويستخدم كافة الأسلحة الممكنة مستفيداً إلى حد كبير من التقدم العلمي في مجال التقنية والاتصال.
وأشار مفضل إلى أن مكافحة الإرهاب شكلت هدفاً استراتيجياً للسودان وقضية جوهرية ينطلق فيها من منطلقات مبدئية وفي سبيل ذلك بذلت أدوار عظيمة في التعاون مع دول الجوار ودول الإقليم والمجتمع الدولي للقضاء على هذه الظاهرة.
وأوضح أن نشاط التنظيمات الإرهابية للمحيط الإقليمي للسودان يشكل أبرز التحديات ولذلك سعت التنظيمات لاستقطاب وتجنيد العناصر السودانية وإرسالها إلى بؤر الصراع المختلفة، ولفت إلى أن السودان نجح في تفكيك معظم الخلايا الإرهابية النشطة بفضل الجهود المضنية التي بذلت جراء الرقابة والضربات الاستباقية.
ونوه مفضل إلى أن السودان طوّر تجربة الحوار الفكري مع المتطرفين وضحايا الإرهاب وذلك من خلال منهج المعالجة الفكرية للمتطرفين وإدماجهم في المجتمع بوسائل تحترم حقوق الإنسان وكرامته بصورة موازية للإجراءات الأمنية والقانونية التي أثبتت التجربة عدم فعالياتها وحدها لمحاربة الإرهاب والتطرّف وذلك بتصحيح الأفكار المنحرفة التي يعتنقها المتطرفون، وقد بدأ تطبيق هذه التجربة منذ العام 2008م وكانت نتائجها مفيدة في مكافحة التطرف.
وقال إن تطوير هذه التجربة لاستفادة الدول الأعضاء منها يسعى السودان لإنشاء مركز متخصِّص لمعالجة التحصين الفكري بالخرطوم وتشجيعاً للدراسات العلمية التي تهتم بمكافحة الإرهاب سيكون هنالك مساق متخصص في مجال مكافحة الإرهاب بأكاديمية الدراسات الاستراتيجية والأمنية بأن تمنح الدرجات الأكاديمية العليا (الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراة)، وستتيح للدول الشقيقة والصديقة إلحاق منسوبيها بهذه البرامج للتخصّص في مجال مكافحة الإرهاب حتى تتضافر كل الجهود للأجهزة الأمنية وتتعاون فيما بينها للقضاء على مهددات الأمن والسلم المجتمعي ومحاصرة الإرهاب والتطرف.
وتمنّى مفضل أن تخرج الورشة بتوصيات بناءة تعين الدول الأفريقية في المستقبل على مكافحة التطرف العنيف بوسائل وأفكار جديدة تحقق الأهداف المرجوة.