*بالأمس أبرزت الزميلة “السوداني” خبراً حمل عنوان “زوج يطلب من المحكمة استكتاب زوجته تعهداً بعدم ضربه”.
*وتفاصيل الخبر لا تختلف عن العنوان الذي حمله، ولكن الذي يختلف هو السلوك وإن كان موجوداً في السودان وبعض الدول الأخرى.
*قبل بزوغ فجر الإسلام، حيث كان العرب تحديداً يعيشون في عصر الجاهلية، كانت المرأة تحترم الرجل إن كان زوجها أو غيره، ولم تكن ترفع صوتها وليس عصاها لتضرب رجلاً.
*وديننا الحنيف جاء بالكثير من الحقوق للمرأة التي كانت بعضها غير موجود في العصور التي قبله، لكنه أيضاً جاء باحترام الزوجة لزوجها وطاعته في كل شيء عدا الشرك بالله.
*إنه بالفعل آخر الزمان الذي تتعدى فيه الزوجة على زوجها ولا يحترم الأبناءُ آباءهم، بل بعضهم يقتل والديه بفعل الشيطان.
*ومثل هذا السلوك في السودان يعتبر غريباً وجديداً على مجتمعنا، وإن كان موجوداً في بعض الدول التي تبعد بعض الشيء عن الإسلام.
*ولكن في بلادنا، ومنذ سنوات بعيدة، المرأة تحترم زوجها وتحتشم مع غيره، ولا ترفع صوتها في حضرته وحتى الآن هناك الكثير من القيم التي نحافظ عليها ونرجو أن تستمر هذه المحافظة.
*إن مثل هذه الممارسات الغريبة على مجتمعنا تعتبر شاذة وقليلة الحدوث، فالرجل السوداني معروف بقوته وشهامته وتقديره للمرأة زوجته كانت أو غيرها.
*ولكن للحقيقة، فإن مجتمعنا السوداني ظهرت فيه الكثير من المشاهد السالبة والتي لم تكن موجودة في سابق الأزمان.
*وحينما نقول سابق الأزمان لا نعني تواريخ بعيدة، وإنما عهد قريب جداً، ومن هذه الظواهر قلة الحياء عند بعض الفتيات، وهن يتبرجن في الشوارع ويظهرن ما يخفى من زينتهن، وممارسة بعضهن أشياء كان من المحال أن تجدها في شوارع الخرطوم مثلاً في حقبة الثمانينات والتسعينيات، مثل “شرب الشيشة والسجائر” في الأماكن العامة وبعض المنازل.
*أحد الأصدقاء من الذين هاجروا قبل سنوات عديدة، سجل لي زيارة قبل عدة أيام، وقال لي إنه وجد السودان تغير كثيراً عن السابق، وحينما طلبت منه ملاحظته عن التغير الذي حدث كان أول ما قاله لي مشاهدته لبعض الفتيات وهن يدخنَّ الشيشة في إحدى القهاوي الحديثة بالخرطوم، وقال لي إنه لاحظ اختفاء حياء البنت السودانية الأصيلة التي إن نظرت إليها في وجهها أحمر خجلاً، ولا تستطيع مبادلتك النظرات – طبعا هذا في السابق- فاليوم إن نظرت لإحدهن فإنها ” لا تكسر” عينها عنك حتى تخشى على نفسك.
*ما قاله صديقنا يجعلنا نبحث عن أسباب تغير المجتمع السوداني الذي تأثر كثيراً بالفضائيات وما يجري حوله في المجتمعات الغربية منها والشرقية.
*في السابق لم نكن نسمع بامرأة تضرب زوجها، أو ابن يقتل والدته أو غيره ل ايحترم اباه، ولكن كل هذه الأشياء الآن أصبحت موجودة تتناولها الصحف يومياً.
*حسناً.. يجب تدارُك مثل هذه الأفعال وإن كانت قليلة عبر كافة الوسائل حتى لا ياتي يوم لا ينفع فيه الندم، وأعتقد أن التداُرك يبدأ من الأسرة التي يجب أن تراقب كل تصرفات أبنائها منذ الصغر وتوجيههم نحو الصواب بتعاليم الدين الإسلامي وليس تعاليم الغرب الذي يريدنا أن نصبح مثله في الانحلال والفسوق.