الطيب عبدالله.. يخلق من الشبه أربعين
(أ)
كنت حريصاً مثل أبحث في ثنايا تفاصيل تجربة الفنان العظيم الطيب عبدالله، والتجربة ذات نفسها تعبِّر عنه وعن شخصيته، فهو إنسان مسالم وبسيط وعلى درجة عالية من الهدوء، وهذا مالمسته فيه حينما كنا نذهب له برفقة الشقيق الأكبر ياسر عوض، للتحضير لبرنامج سكة الذي سوف يبث على قناة “الشروق” مطلع العام المقبل برنامج توثيقي. كنا نستمتع بالجلوس إليه، فهو عبارة عن موسوعة، فنان مثقف ومؤهل.
(ب)
وهذا ما أتضح في مجمل التجربة التي خطط لها بذكاء يحسد عليه، فكان الناتج كل هذا الحزن النبيل الذي استطاع الطيب عبدالله أن يجعله ممكناً ويمكن التعايش معه جزءاً من الحياة، ومن يجلس مع الطيب عبدالله يلحظ فيه الكثير من الصفات التي تغيب عن معظم المشاهير، فهو غير مغرور ولا تعرف المفردة التعالي الطريق إليه، كان متعاوناً معنا لأبعد الحدود وذلك ما ساهم في أن يجعل البرنامج ثر وغني بالمعلومات التوثيقية، حيث لم يترك البرنامج أي شئ يخص حياته إلا وتطرَّق لها.