نائب رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي صلاح محمد عبد الرحمن الشهير بـ(أبو السرة) لـ(الصيحة): مؤسسات الحركة شكلية ووجودها مضلِّل
حوار: الطيب محمد خير 6 أغسطس 2022م
القرار الذي أصدره رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي د. الهادي إدريس، لفصل نوابه وعدد من قيادات الحركة التي اتهمها بارتكابها الخيانة العظمى ما زاد الأزمة التنظيمية ووسَّع شقة الخلاف داخل الحركة، على خلفية هذه استنطقت (الصيحة) نائب الرئيس رئيس القطاع السياسي التنظيمي بالحركة صلاح محمد عبد الرحمن، الشهير بـ(أبو السرة) الذي أوضح كثيراً من نقاط الخلاف بينهم وبين رئيس الحركة، شارحاً الكيفية التي يدير بها الحركة ومآخذهم عليها، خلال هذا الحوار الذي أكد فيه انفراد رئيس الحركة بالعمل التنظيمي وإلغاء دور مؤسساتها. فلنطالع إفاداته.
*ما سبب الأزمة التي نشبت في قيادة الحركة؟
أزمتنا تكمن في قياداتنا التنظيمية ومؤسسات الحركة شكلية ووجودها مضلِّل باعتبار هناك تنظيم لديه مؤسسات، لكن كل مقاليد القيادة محتكرة لدى د. الهادي إدريس، هو الذي يحدِّد الموقف السياسي للتنظيم ويتخذ القرارات ما جعل التنظيم ومؤسساته لا دور لها، يتلقيان تنويراً منه في اجتماعات ليست لها أجندة محدَّدة لمناقشتها ويتحوَّل الاجتماع لتنويري ويقوم بتقديمه الهادي دون منح أي شخص فرصة، والهادي تملَّكه وهم الكنكشة والتكويش على كل المناصب السيادية والتنظيمية وهو غير متفرِّغ للعمل التنظيمي بحكم وجوده في مجلس السيادة، ويحاول أن يسوق الناس بهذه الطريقة، واستمرينا على هذا الوضع لفترة طويلة ونحن نرى الانحدار الذي يتم للتجربة، بعدها الناس ضاقت ذرعاً به وبدأ صوتها الرافض والناقد للوضع يعلو، بعدها قرَّر بعض الرفاق التصدي لسلوك الرئيس فأطقلوا مبادرة إصلاح.
*ما قمتم وصف بأنه خطوة لشق الحركة؟
لو كنا نسعى للتقسيم والتشظي لما قمنا بالدعوة للإصلاح، لأننا نريد الحفاظ على تماسك الحركة جسماً كبيراً يضم تنظيمات متعدِّدة ونمضي به إلى الأمام لتأسيس قوى سياسية جديدة ندخل بها مرحلة التحوُّل الديموقراطي ممثلاً لقوى الريف، لأن الجميع يتطلع لخلق تحالفات مع القوى الاجتماعية، فضلاً عن أنه تنظيم مترئس الجبهة الثورية.
*ما الكيفية التي صعد بها د. الهادي لرئاسة الحركة بالانتخاب أم التفويض؟
د. الهادي تولى رئاسة الحركة بالتفويض وليس الانتخاب بعد أن تم أسر رئيس الحركة هو نمر محمد عبدالرحمن، والي شمال دارفور الحالي في إحدى المرات تم تفوض الهادي إدريس عبر مؤتمر استثنائي لرئاسة الحركة وحسب دستور الحركة فترته أربعة أعوام.
*يعني فترة الهادي إدريس منتهية؟
نعم، لكنه استند على مؤتمر استثنائي عقد في جوبا قبل عامين، فهو يعتبر تم التجديد له في هذا المؤتمر رغم أنه لم يناقش الهيكل التنظيمي، وبالتالي ليست له شرعية الآن في رئاسة الحركة، كل ما اتخذه الهادي من قرارات باطلة إدارياً وتنظيمياً باعتبار فترته انتهت، ينقل سلطاته ومهامه لنائبه، بمعنى أن تتم إدارة ماتبقى من فترة لحين قيام المؤتمر عبر لجنة يقودها نائب الرئيس للتنظيم والإدارة (صلاح رصاص) وهذا ما حدَّدناه في دعوتنا للإصلاح التنظيمي بحكم دستور الحركة، وحاولنا أن يتم هذا بطريقة سلمية ولا نريد أن نأتي برئيس بديل له.
*وصف الهادي ما قمتم به خيانة عظمى ماذا يعني ذلك؟
لكن الغريب إنه قال ما دفعه لاتخاذ هذا القرار الخيانة العظمى التي ارتكبناها وهذا لم نفهمه، وبالتالي يبقى محل تساؤل على الهادي أن يحدِّد ما الذي فعلناه أن كانت هناك أشياء مخلة بالشرف والأمانة تكون مفهومة مسوغاً لفصلك بحكم الدستور، نحن نكن للهادي كل تقدير واحترام، لكن لا نستطيع مجاملته في العمل التنظيمي رغم هذا متسترين على أشياء.
*ما الذي تتسترون عليه؟
سنبوح به في وقته لدينا المقدرة أن ندافع عن أنفسنا عندما نعرف طبيعة اتهامنا بالخيانة العظمى.
*متوقع أن يَحدِث هذا القرار انشقاقاً؟
نحن مجموعة تنظيمات انضوينا تحت مسمى المجلس الانتقالي نعمل لمشروع سياسي وليس قبلي، وأن دعا الحال أن تكون قيادة الهادي كيان اجتماعي صغير طبيعي ينفض الائتلاف.
*ما مصير الحركة موقِّعة على اتفاق السلام حال حدوث انشقاق؟
هذه الالتزامات وانشقاق الحركة لن يؤثر على الاتفاق، لكنا سنطالب بمستحقاتنا في اتفاق السلام ولن نأخذها من الهادي إدريس وإنما من اتفاق السلام.
*هل هناك وساطات لإنهاء الخلاف؟
في رأيي لا توجد وساطة في موقف سياسي ولا مجال للطبطبة والهدنة لن تدوم ما دام هناك خلاف في الموقف السياسي، أقول هذا ليس لأننا أكبر فهماً من الآخرين، لكن الخلاف تم بناءً على موقف سياسي.
*ما الذي أضافه وجود الهادي في المجلس السيادي للحركة وما البرنامج الخاص بالحركة الذي يعمل عليه؟
الهادي كانت لديه فرصة كبيرة أن يوحِّد قطاع جماهيري كبير، ويقود لتأسيس تنظيم سياسي جديد تقوده الجماهير في دارفور، لكنه بسلوكه التنظيمي لم يلتفت لجماهير الإقليم واتجه أن يكون جزءاً من تنظيمات صغيرة مرتبطة بالمركز لم يضف شيئاً للتنظيم وأصبح يعمل حاجاته لوحده ولا يلتزم بأي قرار للتنظيم ماشي في خط يعبِّر عنه وما في حاجة اسمها قرار التنظيم، وحتى دخوله مجلس السيادة كان القرار قراره هو وليس قرار التنظيم الذي كان يفضِّل أن يكون حاكم الإقليم، لكن الهادي فضَّل أن يكون في السيادي وهذا قراره، ثم نحن كحركة ليس لدينا خط سياسي واضح .
*ما وضعية الهادي في الساحة؟
وضعيته مزدوجة هو رئيس للتنظيم والجبهة الثورية وعضو مجلس سيادي، لكن بما لديه من ضبابية ليس له موقف سياسي واضح، تجده يدين الانقلاب ويقول إنه لا يتشرَّف بالانتماء لهذه الحكومة وهو في قيادة الجبهة الثورية الحاضنة السياسية للسلطة أن وعت بذلك أو لم تعِ فهي تمثل حركات لها موقف سياسي.