* قال عمر الدقير، رئيس حزب المؤتمر السوداني، إن قوى الحرية والتغيير لا تمثّل كل الشعب السوداني. والدقير شخصية سياسية تختلف كثيراً عن بعض مكوّنات قوى الحرية والتغيير في تواضعه وعمق نظرته وتسامُحه مع الآخر.. ولأن الدقير يقرأ ويكتب ويتأمل لم ينزلق لسانه في الإساءة حتى لما نُكّل به ووضعه في السجن. ويقود الدقير حزباً شاباً ساهم في تغيير النظام السابق بدمائه وعرقه.. ولكنه في تواضع يعترف بالآخر، وتلك فضيلة الوعي الذي يتحلّى به شاب أحسن البيت الاتحادي الكبير الذي خرج من صلبه تربيته، والدقير ينتمي جغرافياً إلى غرب كردفان، حيث هاجرت أسرته إلى المجلد وأغلب أشقائه د. جلال ومحمد يوسف على صلة عميقة جداً بأهل كردفان.. ولذلك يعتبر عمر الدقير من القلة في نخبة الحرية والتغيير التي لها امتدادات أسرية خارج “المركز”، وبالتالي أقرب لوجدان عامة الناس..
* مساء الأحد أظلمت أغلب أحياء أم درمان والحارات الجديدة والإسكان.. وهرول المواطنون نحو محطة كهرباء الحارة العاشرة “الثورة” للتبليغ عن الأعطاب في الشبكة والحصول على الكهرباء في اليوم الأول من الشهر الذي يعرف “بيوم الدعم”، ولكن المفاجأة انقطاع التيار الكهربائي عن محطة العاشرة وتوقف البيع للجمهور.. وتعطل نافذة البلاغات.. وجلس شاب يملك ماكينة بيع كهرباء أمام بوابة المحطة لتلبية احتياجات الجمهور بالسعر التجاري؟؟ كيف لشركة تفشل في تقديم خدماتها لنفسها وتعجز عن تفسير أسباب القطوعات أن يثق بها الناس؟؟ ولا يطالبون بإعادة الهيئة القومية للكهرباء القديمة، وإلغاء الشركات التي تناسلت من صلبها وعجزت عن تحسين الخدمة التي تقدم للجمهور، ولكن تضاعف عدد المديرين ونواب المديرين وزاد الصرف الإداري وأصبح لكل مهندس شركته الخاصة التي تجمعها بالشركات الحكومية مصالح مستترة حتى الموظفين الصغار استفادوا مع الأوضاع الحالية، وأخيراً أصبحت شركات الكهرباء ساحة عراك سياسي واستقطاب بين التيارات المتصارعة..
* غيّب الموت ناظر عموم التعايشة.. وفقدت دارفور أحد رجالات الإدارة الأهلية الممسكين بخيوط الحكمة وذرفت القبيلة التي يمتد وجودها في كل السودان الأوسط.. الخرطوم.. سنار والنيل الأبيض إضافة لديار التعايشة في جنوب دارفور وعاصمتهم التاريخية رهيد البردي – ذرفت الدموع-.. غابت الدولة السودانية عن سرادق العزاء بمنزل الراحل في أم درمان ولم يتكبد مسؤول في الحكومة مشقة السفر إلى نيالا ورهيد البردي لمشاركة الأهل في فقد عزيز قوم كما كان يفعل رجل الدولة المحترم الذي يقبع في الحبس دون تهمة أو جناية الدكتور “حسبو محمد عبد الرحمن” الذي جعل لمنصب نائب الرئيس معنى وقيمة.. وكان حسبو يمسح دمعة الباكي ويشارك المكلوم..
ألا رحم الله الناظر الراحل عبد الرحمن بشارة علي السنوسي الذي رحل عنا هذا الأسبوع بعد 15 عاماً أمضاها في قيادة قبيلة التعايشة بالحكمة والحنكة التي ورثها عن جده الأمير علي السنوسي أحد فرسان المهدية المقاتلين من معركة النخيلة إلى سقوط أم درمان.. والعزاء للأهل في القبيلة الممتدة داخل السودان وخارجه.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).