(1)
هنالك أجيال لم تسمع بالطيب عبد الله أو بغناء الطيب عبد الله ولم تشاهده حتى .. والطيب عبد الله كما هو معروف لم يكن من أصحاب الإنتاج الغنائي الكثيف وأغنياته تكاد تحصى مع أنه كانت وما زالت ذات تأثير وحضور كبير بين بعض الأجيال المطلعة على تاريخ الغناء.. ربما أسهم هذا الغياب الطويل في سحب البساط عن الطيب عبد الله ومعظم من طالت غربته بعيداً عن التغييرات الكبيرة التي يشهدها السودان على المستوى الثقافي والسياسي والفني والاجتماعي.
(2)
ربما كان الحزن قدراً يطارد الفنان الطيب عبد الله، ولا يستطيع الفكاك منه، وأصبح بمثابة إيقاع في حياته، وذلك لأن الصوت حزين.. فكان وما زل يختار الأغنية الحزينة والمفردة المشبعة بطقس الحزن أو تلك التي تنحاز للدموع والمناديل، فهل لأنها تصور معاناة شخصية مع الحياة وتستهويه كمغنٍ وإنسان في الوقت نفسه.
(3)
جرعة الصدق الزائدة ربما كانت سبباً في تحفيز البعض على السطو لأغاني الطيب عبد الله .. وربما هي محاولة للبحث عن الشهرة والمجد بأبسط وأسهل الطرق .. ويبقى التساؤل في كيفية حماية الإبداع الأصيل عن مثل هذه الأشياء والتي تكون أحياناً ضارة بسمع المُبدع صاحب الحق الأصيل.