كلام في الفن .. كلام في الفن
النعام آدم:
طبقت شهرته آفاق السودان الواسعة.. كان عازفاً متمكناً من آلة الربابة.. وبارعاً في أدائه لغنائه.. وجاداً في توظيف ما وهبه المولى من قدرات فنية قل أن يجود الزمان ـ في هذا المضمار ـ بمثلها.. كان يرى كل شيء بعين الجمال رغم أنه ضرير كما كان صاحب بديهة حاضرة.. ونكتة ذكية.. وقفشات لمّاحة.. وروح شفّافة.. كما عاش ومات سودانياً أصيلاً.
التاج مصطفى:
الحديث عن الفنان الأستاذ التاج مصطفى يختلف إلى حد كبير الحديث عن الفنانين والمغنين. وقد يكون انتماؤه إلى أسرة دينية كبيرة واحداً من أسباب تفرد الحديث عنه ، ولكن يبدو أن هذا لم يكن السبب الوحيد، إذ أن عدداً من المغنين ينتمون إلى أُسر دينية. والحقيقة أن ثمة سبباً آخر- إلى جانب هذا – جعل الحديث عنه مختلفاً عن غيره. ذلك أن (تركيبة) التاج مصطفى والظروف التي كوّنته أساساً تمتاز بالتفرد.
أسرار بابكر:
لم أكن مخطئاً أبداً ولا مغالياً ولا متشدداً حينما قلت بأن الفنانة أسرار بابكر ذهبت و(شالت معاها) أسرار الغناء .. وحينما أعاين للمشهد الفني الراهن أدرك بأنني كنت على حق لا يطاله الشك .. لأن أسرار بابكر وضعت بصمتها من حيث القدرات الصوتية والأدائية وأصبحت (استايلا) غنائياً يصعب تكراره ويستحيل إعادة نسخته.. فهي كانت نسخة واحدة.
في محبة الحوت:
الراحل محمود عبد العزيز كان فناناً جميل التجربة الغنائية ما في ذلك شك أثرى الوجدان السوداني بأغنيات فارعة وذات قيمة فنية كبيرة تدلل على عظم موهبته.. ولعل محمود في تقديري من الرموز التي لا يمكن تخطيها مطلقاً.. وله في ذلك عظيم الاحترام والتقدير على مجمل ما قدمه من غناء راق وعذب وعلى درجة عالية من التقنية الموسيقية والأدائية.
هلاوي ومصطفى:
أغنيات كثيرة كتبها هلاوي في تجربته الشعرية ، أغنيات مشت بين الناس ووجدت قبولاً كبيراً وساهمت في تعريف الناس بهلاوي الشاعر الجديد في ذلك الأوان .. ولكن هنالك بعض الأغنيات تظل تشكل منعطفات خاصة لعدة أسباب، أولها الظروف التي كتبت لها تلك الأغنيات ولارتباطها الوجداني بشخصي، وثانياً الملابسات الفنية التي جعلت تلك الأغنيات تصل للناس، ولعل الفنان مصطفى سيد أحمد واحدٌ من المطربين الذين نمت بينه وبين هلاوي علاقات خاصة استمدت ألقها وسحرها من ألق مصطفى الوسيم فنياً وثقافياً واجتماعياً وفكرياً.