فاطمة مصطفى الدود تكتب: ديمقراطية الفوضى!!
شهد استاد الجنينة احتشاد الآلاف في مشهد لم تعهده المدينة في وقت قريب، جاءوا من القرى والبوادي والفرقان والمدن وأطرافها لتكريم نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، ليس لجهوده التنموية فقط بل لأنه صنع السلام وأعاد النسيج الاجتماعي الذي مزقته الحرب وأعاد النفوس لتقبل بعضها البعض.
كرّمته الجنينة لأنها شعرت بالأمن والأمان والاطمئنان لما بذله من جهود في المصالحات وحقن الدماء، مما دفع حميدتي أن يعبر عن بالغ شكره وتقديره للجنة التكريم بقيادة الأمير الطاهر عبد الرحمن بحر الدين وعموم مواطني غرب دارفور على استجابتهم لنداء السلام والتعايش السلمي.
وحميدتي الذي خاطب المحتشدين وسط دموع الفرح قالها بالحرف الواحد إن أكبر تكريم يناله هو الحفاظ على المصالحات التي تم توقيعها بين المكونات القبلية لإدراكه أن انهيار النسيج الاجتماعي يعطّل التنمية ويؤخر دارفور أكثر ويؤدي إلى إزهاق مزيد من الأرواح البريئة ومزيداً من معسكرات النزوح ومزيداً من المطالبة بمد يد العون للغير والذين يقدِّمون المساعدات بشروطهم وأجندتهم، فلذا جاء تحذير حميدتي ممن أسماهم بأصحاب الأجندات ممن يديرون غرفاً للفتنة والوقيعة بين الأطراف، من التمادي في هذا المسلك.
ومكوث حميدتي في الجنينة هذه الفترة جعله يدرك أن هناك غرفاً تخطط للحرب وهدم ما تم بناؤه بدماء الذين ماتوا بسبب تلك المخططات التي لا تريد لدارفور أن تستقر ولا تريد أن يتعايش مواطنوها في سلام لكنه توعّد بأن هنالك أيضاً غرفاً تعمل للسلام وتفكيك أي تجمعات إجرامية، وهدّد كل من يتجاوز حدوده بالسجن في بورتسودان كمصير بعض المتفلتين الذين تم ترحيلهم قبل أيام.
والنائب يُدرك ويتابع تلك المخططات ويعمل على إفشالها حيث كانت رسالته لهم واضحة بأن أرواح الناس ما فيها لعب أو مجاملة، وأن على الأجهزة النظامية للقيام بدورها كاملاً في حماية المواطنين دون انتظار لتعليمات من أي جهة، وأن يقوم المواطنون بالتعاون مع الأجهزة ونبذ دعاة الفوضى، وأن احترام الحرية والديمقراطية هي التي تقود إلى التقدّم، ويؤكد احترامه للحرية والديمقراطية المنضبطة وليست ديمقراطية الفوضى، وقال: (نريد ديمقراطية منضبطة ليس فوضى)، مشيراً إلى أن تواجده في غرب دارفور ليس تبطلاً وإنما لهدف هو رتق النسيج الإجتماعي وبسط هيبة الدولة وإعادة النازحين طوعاً إلى مناطقهم، مؤكداً استعداده التام لإعادة كل من يرغب في العودة إلى مناطقهم الأصلية أو للمعسكرات، منوهاً إلى وجود بعض أصحاب الأجندات ممن تربطهم صلات مع أشخاص أو جهات لا يرغبون في العودة.