كلام في الفن.. كلام في الفن.. كلام في الفن
محمد الأمين:
أدهشني رؤية الصفوف الطويلة لمجرد اقتناء تذكرة لحفل الموسيقار الكبير محمد الأمين، كانت الفكرة مدهشة وفيها تعابير خفية توحي بقدرة الباشكاتب على الاستمرار رغم تقادم العمر .. فهو لا يزال محافظاً على سطوته وحضوره الفني وهو يتربع القمة دون أن يتنازل عن مكانته الرفيعة، ومشهد الصفوف وهي تمتلئ بكافة الفئات العمرية هو مؤشر يحسب لمحمد الأمين ومدى قدرته على المواكبة ومخاطبة كافة الأجيال الجديدة.
أحمد ربشة:
كثيراً ما أتوقف في تجربة الفنان الراحل أحمد ربشة، وهو رغم انه لا يحمل الجنسية السودانية ولكنه كان (سوداني الوجدان) والطعم ، وغنائيته تؤكد ذلك وهو أحدث تغييراً كبيراً في نمط الغناء وكان بمقدوره أن يكون مدرسة من مدارس الغناء في السودان ولكن بعض الذين تآمروا عليه كانوا سبباً في حرماننا من صوت وتجربة نادرة الوجود، ولا أظن أن الزمن قريباً سيجود بمثله لأن أمثال ربشة مثل الظواهر لا تحدث الا بعض عشرات السنوات.
عبد القادر الكتيابي:
من يتأمل أغنية بعمق (لمحتك) يدرك أنه أمام شاعر حقيقي ليس مصنوعا أو مصطنعا.. شاعر بكل ما تحمل الكلمة من مبنى ومعنى وفكرة .. وإن كان الشعر والإبداع عموماً لا يورث ولكن عبد القادر الكتيابي ورث الشعر عن خاله الشاعر الكبير (التجاني يوسف بشير) .. وهذا في حد ذاته يكفي ويؤشر على أننا أمام شاعر تشرب الشعر ورضعه مع لبن والدته والتي يحكى بأنها كانت شاعرة .. إذن لا غرابة.
محمد يوسف موسى:
قائمة وسيمة من الأغنيات دونها الشاعر الجميل الراحل محمد يوسف موسى لون بها وجداننا السماعي الذي تربى على أغنياته .. وكل (كلمة) نكتبها عنه لا تساوي أغنية (كلمة) ولو لم يكتب غيرها لنصبناها أميراً للشعراء ورئيساً لاتحادهم حتى بعد الممات ومثله لا يعرف الموت .. فهو قد خلد نفسه في سفر التاريخ كواحد من أكبر مشيدي صرح الأغنية السودانية ويعود له الفضل في ترقية وجدان الشعب السوداني.
محمد زمراوي:
الفنان محمد زمراوي بلا شك يحمل صوتاً جميلاً استطاع به أن يعيد المستمعين لزمان الجابري ورغم أنني ضد (المقلداتية) ولكني في حالة زمراوي أتوقف بإعجاب في حالته التي تعتبر عندي استثناءً لأنه يغني لفنان استثنائي له وقع خاص عندنا .. ورغم أن الأصوات كالبصمة لا تتشابه مطلقاً ولكن صوت زمراوي قريب الشبه والطبقة الصوتية.. ورغم فوارق (لغة الجسد) والتجسيد الدرامي ولكن أعتقد أن زمراوي فنان له طعمٌ خاصٌ وطروب وهو من عينة الفنانين الذين يمكن لأجلهم (تفوت المحطة).