د. كمال الشريف يكتب : السودان.. دولة يحكمها الوسطاء!!؟
3 أغسطس 2022م
تابعت في زمن ما وأنا واحد من مُستشاري فريق من الأمم المتحدة، عملاً ما في منطقة من السودان، وكانت مُهمّتها نزع ألغام وتنمية المنطقة ونشر ثقافة السلام بين أهل المنطقة والمناطق المجاورة.
اكتشفت أن المناطق المجاورة دولة أو دولتان لصق المنطقة التي كانت المنظمة تعمل لإزالة ألغامها وتنميتها وتطوير بنية الإنسان التحتية فيها.
ولما سألت عن كيفية تطوير إحساس الوحدة الوطنية وتنمية العلاقات والإحساس الوطني بأهل المنطقة بالسودان كافة، نظر لي أحد أهل المنطقة
قائلاً: هذه الدولة المجاورة هي التي سوف تتوسط بيننا وبين حكومة السودان وأنتم سودانيون!!
عرفت في أوراق المنظمة ان الدولة الوسيطة تعتمد في محروقاتها على السودان، وفي معظم موادها التموينية من السودان، وفي أدويتها من السودان، ومصرفها المركزي له تغطية من ذهب ويورانيوم ونحاس مهرب من السودان.
وكل الذي أعلاه مهرب من السودان، وهذه فاتورة الوساطة ما بين أهل المنطقة وحكومة الخرطوم.
راجعت الحديث في القرن الحالي والأعوام العشرة الأخيرة، وأنا أراجعه جاء تقرير نعمة الباقر ضحكت على نعمة وروعة مهنيتها وأناقة تقريرها ودوّنت بعض ملاحظات أخذتها خلسة من أوراقي بأن كل الدول التي تتوسط ما بين اهل السودان وحكومة الخرطوم هي شريكٌ رئيسي في نهب ثروات السودان مع أهالي السودان المتشاكسين، وان كان تقرير نعمة قد اتّهم الرسميين بتهريب الذهب، أيضاً هناك مدنيون من شرفاء دولتنا الشعبية الكبرى يشاركون دول الوساطة تهريباً أكبر، وانتقلت سياسياً عن مصلحة دول الوساطة مع شرفاء الوطن المتشاكسين لحكومة الخرطوم، وقرأت تقريراً آخر يتحدث عن أن الوسطاء أدخلوا وسطاء على مستوى دولي وأصبحوا أيضاً يسمسرون في قضايا شرفاء المنطقة مع حكومة الخرطوم، يعني الوسطاء اصبحوا وسطاء لوسطاء دوليين مع حكومة الخرطوم، وهنا تبدأ مشاوير تجارة السلاح لتسليح اهل المنطقة وتجارة التهريب الكبرى للنحاس والذهب واليورانيوم والنفط والخشخاش، نعم الخشخاش يوجد في السودان، و١٣ مليار دولار في تقرير الحاجة نعمة لا يساوي شيئاً في ما ينهبه الوسطاء. وكان أحدهم قد كتب في يوم ما أنّ جوهراً أصفر (يورانيوم) من البلاد وذهباً هُرب بأكثر من ٢٧ مليار دولار في فترة لا تتجاوز ٨ أشهر لدول تدعي أنها تتوسّط بين أهالي المنطقة وحكومة الخرطوم، وقد تسمى أنت كقارئ للمقال دولاً بعينها تعمل كوسيط في حل المشكل السوداني، ولكن للعلم أن الدول الكبرى التي تتوسط استراتيجية النهب لديها تضعها على ربع قرن قادم أقلها، ولكن أخطر الوسطاء من يتدخل يومياً وشهرياً وموسمياً، ويتكفل مسؤولو أهالي المنطقة او من يمثلهم بتقديم نبذة تاريخية عن وساطة البلدين وعلاقاتهم معنا، ولكن لو بحثنا عن نهبة الوسطاء تجدها كارثة الكوارث للسودان.
وراجع كيفية عمل الدول الوسيطة وأين كانت قبل الوساطة وأين أصبحت بعد الوساطة وكيف حالها أن انتهت قضايانا حتى ولو بوقف لإطلاق النار أو هدنة لشهر أو أكثر، والآن يدخل الوسطاء لتصليح الاقتصاد، وهذا نهب آخر لأخلاق ووطنية وإنسانية السودانيين.