الخرطوم: آثار كامل 3 أغسطس 2022م
كشف نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلال لقائه الأخير بقناة “بي بي سي” الكثير حيث اتسم حديثه بالصراحة والوضوح وهو يتطرَّق إلى حقيقة خروج الجيش من المشهد السياسي وإلى إجراءات (25) أكتوبر من العام 2021م، التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وأوضح حميدتي أنها لم تنجح، وقال إنه سيتحفظ عن ذكر أسباب فشلها، كما تحدَّث عن مسألة ترشحه في الانتخابات المرتقبة والأوضاع الاقتصادية ودمج قوات الدعم السريع في الجيش وسرد الإنجازات التي تمت بغرب دارفور .
ردود متباينة
وتباينت كثيراً، ردود الفعل في الأوساط السياسية، تجاه لقاء حميدتي، مع “البي بي سي” بشأن الانسحاب من المشهد السياسي، وزهده في السلطة ودمج الدعم السريع، ويرى الكثيرون بأن ما أفاد به حميدتي، حديث الصراحة، ويمكن البناء عليه، للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، غير أن القوى المعارضة اعتبرت أن حديث حميدتي لا يحمل جديداً، وهو لا يعدو أن يكون مواصلة العسكريين لنهج المراوغة والتشبث بالسلطة، ويعتبر مراقبون أن ما سرده حميدتي خلال الحوار، يأتي استكمالًا لما ورد على لسان قائد الجيش سابقاً، وإفساح المجال للقوى السياسية والثورية، والمكوِّنات الوطنية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة.
شخصية بادية
يري د. عبد الرحمن أبو خريس، أستاذ السياسات الخارجية في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية في حديثه لـ(الصيحة) بأن حديث حميدتي أرسل رسائل بالداخل والخارج، ونوَّه إلى أنه داخلياً يحاول أن يرسل رسائل بأنه مع ثورة ديسمبر وإرجاع أمجاده القديمة (الضكران الخوَّف الكيران) وغيرها، وأضاف بأنه أرسل رسائل للقوى السياسية بعدم ممانعته من التنازل للمدنيين وصولاً للانتخابات، وأشار خريس، ليس هنالك اختلاف بين حديثه وحديث البرهان، ولكن نجد شخصية حميدتي كشخص بادية تتسم بالصراحة والوضوح، لأن الوضع يتطلب منه أحياناً قول كل شئ، مضيفاً بأن حديثه خارجياً يشجع الوضع الخارجي بالنشاط الاستخباراتي المعادي، وشدَّد أبو خريس بأن تصريحات رأس الدولة دائماً تكون في إطار الدبلوماسية حتى تستطيع الوفود الدبلوماسية الممثلة للسودان بالخارج دعم التحوُّل الديموقراطي.
صمت الرجل
ويرى المحلِّل السياسي محمد أحمد، أن حديث النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، الأخير في مقابلته مع قناة “بي بي سي” أنه يحمل العديد من الرسائل المباشرة والمبطَّنة، خاصة أنه أتى بعد فترة طويلة آثر فيها الرجل الصمت في وقت الساحة السياسية والاجتماعية تمور بالعديد من الأحداث.
أولى الرسائل المباشرة لحديث دقلو، إقراره بفشل إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر، والتي كان ومازال جزءاً منها، وأيضاً يحمل ذات تصريحه إشارات مبطَّنة بقوله إنه لن يكشف أسباب فشل إجراءات الخامس والعشرين، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة): من الرسائل المباشرة أنه لا مانع لديه من دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة ضمن الترتيبات الأمنية وهي تصريحات لأول مرة يتحدث فيها صراحة عن دمج قواته في الجيش، وتحمل -أيضاً- رسالة مبطَّنة للعديد من الجهات بأن الدعم السريع وقائده لا يمانعون تماماً الانضمام للقوات المسلحة،
هذا واعتبر المحلِّل السياسي عمار شليعة، أن تصريحات حميدتي جاءت في وقتها ولقد كشف فيها رأيه بصراحة عن إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر، حيث وصفها بأنها لم تنجح وفشلت لعدد من الأسباب لم يفصح عنها.
وقال إن حميدتي من خلال اللقاء كشف بأنه يمكن أن يترشح في حال ذهب السودان في طريق الانهيار وهو يعبَّر بوضوح بأنه ومثل أي مواطن سوداني يمكن أن يكون حاضراً .
وأوضح أن الرجل ظهر ثابتاً وواثقاً مما يقول حيث صقلته التجارب.