عبد الله مسار يكتب : مُبادرة الشيخ الطيب ود بدر الوطنية
3 أغسطس 2022م
الشيخ الطيب الجد ود بدر، هو شخصٌ عالمٌ ومثقفٌ وقاضٍ وقائدٌ لسجادة وطريقة صوفية معروفة ومعلومة لها وزنها وإرثها الديني والأخلاقي والوطني، وهو رئيس المجلس الأعلى للتصوف، وهو زعيم ديني منتشر، اكتسب شُهرته من أتباع طريقته ومن البقعة التي يعيش فيها، بل في علاقاته المُنتشرة والمُمتدة وهو رجلٌ يجد تقديراً كبيراً من أغلب أهل السودان.
تقدّم الشيخ الطيب الجد ود بدر بمُبادرة لجمع الصف السوداني للوصول الى تراضٍ ووفاق وطني للاتفاق على حكومة وبرنامج وطني يسود ما تبقى من المرحلة الانتقالية، وأطلق مُبادرة نداء أهل السودان وحشد لها عدداً كبيراً من الساسة والطرق الصوفية والإدارة الأهلية وبعض مُنظمات المُجتمع وجُزءاً من لجان المُقاومة، ووجدت ترحيباً من السيد رئيس مجلس السيادة ومن المكون العسكري.
إن مُبادرة نداء أهل السُّودان التي يقودها الشيخ الطيب الجد ود بدر، وجدت قبولاً كبيراً من طيف واسع وعريض من القوى السياسية والمجتمع ولنجاحها تحتاج إلى الآتية:
١/ تكوين هيئة قيادية لها أو لجنة وطنية مشهود لها ومقبولة من كل الأطراف لإدارتها.
٢/ أن تكون مُبادرة عامة وشاملة لا عزل فيها.
٣/ أن يحشد لها تأييد المُجتمع الدولي والإقليمي وخَاصّةً الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والإيقاد، ومن ثَمّ الأمم المتحدة.
4/ أن يُشارك فيها لجان المُقاومة بصفة خاصّة المستقلين منهم.
خامساً أن تهتم فقط بقضايا الانتقال دون الدخول في قضايا السودان الأخرى وخاصةً التي تحتاج الى تفويض شعبي محله الانتخابات.
سادساً أن تحسن إدارتها بخروجها من الأجندات المتقاطعة ومصالح بعض النخب المعطلة لكل مشروع وطني.
سابعاً أن يتم التداول في كل قضاياها في اجتماع المَائدة المُستديرة وإبعادها عن الطبخ والمطابخ الخاصة.
ثامناً أن تكون مرنة ومخرجاتها قابلة للتنفيذ.
تاسعاً أعتقد إنّ المناخ السياسي والجو العام قابلٌ لإنجاح هذه المبادرة، خاصةً وأن كل اللاعبين في المشهد والمسرح السياسي جميعهم “فتروا” وكلهم يبحثون عن حل رغم الادعاء بأنّهم لا يقبلون بعضهم بعضاً.
حتى الدوائر الخارجية صرفت النظر عن السودان الآن، وإن مشاكل العالم الأخرى طغت عليه وخاصةً بعد حرب روسيا وأوكرانيا، وأيضاً انشغال جيران السودان بغيرها، ثم جاءت الطامة الكُبرى الأزمة الاقتصادية العالمية، حتى فولكر لا يستطيع أن يُعرقل، لأنّه ما عاد له وجودٌ في السودان!!!
أعتقد أنّ مبادرة الشيخ الطيب الجد ود بدر لو أحسنت إدارتها ستكون المشروع الوطني الذي يُخلِّص السُّودان من الصِّراع ويضع قطار الانتقال على الخط، بل المَخرج والمُخلص.
أعتقد أنّها فرصةٌ جيدةٌ، أرجو أن تجد القبول من الجميع.