(دو)
ولد صالح عبد السيد (أبو صلاح) بحي الموردة بأم درمان عام 1890. وقد شب وترعرع وقرأ مبادئ القرآن الكريم بخلوة الفكي مكي حسن حسين، وقد اقام حيناً بحي الهجرة بأم درمان حيث يقيم الكثيرون من أقربائه. ثم انتقل الى الخرطوم بحري والتحق بمدرسة الامريكان الابتدائية هناك، لكنه لم يستطع مواصلة دراسته، فعمل صبي نجار بمصلحة الوابورات بالخرطوم بحري.
(ري)
لقد كان من حسن حظ الشاعر الفذ ومن حسن حظ معجبيه ان تفتّحت عيناه على الجمال في أزهى مرابعه وعلى الطبيعة في أبهى رحابها، فأخذ يتنقل بين البقعة والحلفايا يمعن النظر في النيل الخالد في مجيئه وذهابه، وتارة في مركبة الترام واخرى في معدية شمبات يحف به السحر الاخاذ هنا وهناك، وما ان اتصل بأبي صلاح عشاق الكلمة الحلوة واصدقاء الروح والطرب، الا واخذت انغامه العذاب تنساب في طلاوة ونشوة.
(مي)
بدأ ابو صلاح انتاجه الشعري بالدوباي كعهد كل الشعراء في تلك الحقبة، وهو لم يزل في الرابعة عشر من عمره. وهو وإن تأثر بالصدحات التي حملتها نسائم السافل والبطانة، الا انه كان يعمد الى التجديد والابتكار. كان على صلة دائمة بشعراء تلك الربوع المقيمين بأم درمان امثال ابو جقود عثمان والمطبعجي ومحمد عثمان.