الدعوة لها مبكراً الصراعات الداخلية…هل تصطدم بواقع الانتخابات؟
الخرطوم: عوضية سليمان 2 اغسطس 2022م
على شكل غير متوقع أعلنت الجبهة الثورية رفضها القاطع إجراء انتخابات مبكِّرة وتماهت الجبهة الثورية مع موقف بعض القوى السياسية التي أبدت تحفظها
بشأن الانتخابات المبكِّرة وربما مصدر الاندهاش في موقفها أنها جزء من المجلس السيادي الذي يريد إقامة الانتخابات المبكرة وبالتالي شكَّل موقفها نشاذاً وتطرُّفاً من موقف المجلس السيادي مما يفسح المجال إلى خلاف بين المكوِّنات داخل المجلس السيادي الذي كان قد دعا القوى السياسية للاتجاه نحو المزيد من المشاورات لتشكيل حكومة مدنية تقود المرحلة الانتقالية لحين الوصول إلى الانتخابات وعدم القفز على الخطوات التي تدعم توفير أجواء تؤسس لاختيار سلطة منتخبة وفق إجراءات نزيهة.
الوضع مأزوم
استغرب المحلِّل السياسي عبد الرحمن أبو خريس، رفض الجبهة الثورية للانتخابات المبكرة في حين أن الانتخابات المبكرة هي مجرد مقترح لم يخضع للتفاوض والإجماع ولم تتم إجازته حتى الآن ولم يتم النظر فيه ولم تطرح بشكل رسمي أو جدي لترفض الثورية تساؤلاً في حديثه لـ(الصيحة) لماذا تتمترس الشعبية في ذات المواقف التي تحسب عليها في المستقبل؟ موضحاً بأن الثورية تسرَّعت في قراراتها فكان عليها الصبر إلى أن يتم التداول ويصبح أمراً واقعاً، ومن التوصيات الملزمة وإلى الآن فكرة الانتخابات المبكِّرة مقترح صادر من بعض الجهات إذا كان حكومة أو بعض الجهات المعارضة لـ(قحت)، مؤكداً بأن الجيش يفكِّر في حكومة تكنوقراط لفترة شهر، ثم انتخابات، ولكن لا توجد انتخابات مبكِّرة برلمانية ومن الممكن أن تكون هناك انتخابات مبكِّرة لرئاسة الجمهورية، وقال: إن الانتخابات المبكِّرة نوعين، هل مبكِّرة برلمانية أم رئاسية؟ إذا كانت رئاسية من الممكن أن يتم اختيار حكومة تكنوقراط، وأردف من الصعب جداً قيام حكومة مبكِّرة وبرلمان مع الوضع الاقتصادي المهزوم الذي لا يحتمل ولا يعالج الآن، وأضاف: إن الانتخابات المبكِّرة إذا جاءت من الأطراف المتفاوضة يمكن للثورية أن تقول كلامها وترفضها لكن الفكرة جاءت من العساكر والموالين لهم في فكرتهم، وأضاف بأن انتخابات مبكِّرة تعتبر حلاً من حلول المشاكل السياسية، ولكن في تقديري إذا كانت رئاسية وتختار رئيس جمهورية ممكن، أما لاختيار برلمان أو تشريعي صعبة ومكلفة وتحتاج إلى جهد كبير.
تمترس المواقف
واستنكر أبو خريس استعجال الثورية لأمر لم يبدأ بعد لأنهم جزء من الحكومة، وقال: إن الحزب السياسي ليس من حقه فرض رأيه على الآخرين في حال تم قبول مقترح قيامها من كافة القوى السياسية، وأضاف: إن موضوع الانتخابات في رمته قابل للنقاش السياسي والتداول وسوف يعمل في حالة قيامها على حل الأزمة.
دون تحديد سقف
يما أكد مقرِّر الجبهة الثورية محمد زكريا، إنهم مع الانتخابات، وقال: بدونها لا يمكن أن يكون هنالك تحوُّل ديموقراطي، وقال لـ(الصيحة): ورأى بضرورة إدارة حوار بين مكوِّنات الفترة الانتقالية للاتفاق على موعد معقول لقيامها، وأضاف قائلاً: يراعى هذا الاتفاق ضرورة تنفيذ قدر معقول من اتفاق السلام يضمن مشاركة النازحين في العملية الانتخابية، وقال: إن توقيت الانتخابات توقيت حساس بالنسبة لجميع الأطراف خاصة تلك التي وقعت على اتفاق السلام والتي ترى أن تنفيذ قدر معقول من الاتفاق يضمن عودة المتأثرين بالنزاع إلى مناطقهم باعتبارهم كتلة انتخابية وتنفيذ كذلك بنود الترتيبات الأمنية وغيرها من بروتوكولات السلام مهم جداً قبيل تحديد تاريخ الانتخابات، وقال: إن ترك الأمر دون تحديد زمن محدَّد للانتخابات أمر غير مقبول، مبيِّناً أن الأمر يحتاج إلى حوار فاعل بين كل الأطراف باستصحاب المعطيات المختلفة لدواعي أطراف السلام ومطالبهم في الاتفاقية كذلك يستدعي ضرورة استكمال الانتقال الديموقراطي لعدم تطويل الفترة الانتقالية، وأضاف بأن الموازنة بين هذا وذاك أمر مطلوب، مبيِّناً أن الرفض المطلق للانتخابات أمر مرفوض وكذلك عقد الانتخابات في فتره وجيزة أمر ربما ينتج عملية انتخابية مشوَّهة، وقال: حتى الآن لم يجز قانون مفوَّضية الانتخابات ولم تحدَّد الدوائر الانتخابية وكثير من اللقاءات ذات الصلة بعملية الانتخابات تتطلب تهيئة المناخ وتحديد مواقيت معقولة.