Site icon صحيفة الصيحة

الجنينة تتعافى .. لماذا الاحتراب؟ أيام رائعة بمعية نجوم بارزة

الجنينة: محيي الدين شجر   2 أغسطس 2022م

 

يومان قضيتهما بولاية غرب دارفور     (الجنينة) لحضور مهرجان السلام والتعايش السلمي الذي انعقد بحاضرتها الجنينة يومي الجمعة والسبت.

والدعوة وجهت لكثير من نجوم المجتمع السوداني، حيث شهدت الجنينة تظاهرة اجتماعية ثقافية رياضية رائعة وهي تستقبل الضيوف بكل رحابة صدر وتحرص على إكرامهم.

 

زخات المطر

في يوم الجمعة، كانت بداية رحلتنا مع ثلة من الصحافيين من مختلف الصحف والمواقع الإلكرتونية  فاستقبلتنا بزخات المطر البديعة التي خلقت أجواءً خريفية مدهشة، حيث اختارت اللجنة المنظمة أن يكون سكننا في حي الجمارك الذي انطلقت منه الأحداث القبلية الأخيرة، ولقد لاحظت بالمكان المخصص لسكننا آثار ذخيرة في سقفه وفي صهريج المياه أعلى البناية.

ولكن الجنينة المدينة اختلفت بعد المصالحات التي تمت ورعاها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، وأعضاء من مجلس السيادة الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية والطاهر حجر وعدد من قيادات الأجهزة العسكرية والأمنية.

إن الجنينة تتعافى حقيقة وليس شعاراً رفعه المنظمون لمهرجان السلام، ولقد ظهر ذلك بوضوح في قسمات أهلها في الأسواق وفي الأحياء.

 

ليلة ثقافية

مهرجان السلام بالجنينة كان رائعاً بمشاركة نجوم السودان فرقة المبدع فضيل والفنانة الرائعة مكارم بشير والفنان الجميل محمد المهدي وشاعر البطانة البشرى، الذي قال شعراً يحمل معاني السلام والمحبة والتعايش السلمي، كما عبَّر الممثل الكوميدي الفادني في كلماته عن أهمية الإلفة والتصافي في بلد فيه خير كثير وفيه إمكانيات تحتاج إلى استقرار.

ولقد غنَّت المبدعة مكارم بشير بمنتهى الأناقة ولاقت اهتماماً واسعاً من قبل الجمهور وأبدعت وهي تغني “نجمة نجمة الليل نعدو” وكأنها كانت تعلم بنتيجة مباراة الهلال والمريخ.

فيما أبدع الفنان عمر إحساس بأغانيه التي ترسل رسائل السلام والإخاء والتصافي ووجد تجاوباً منقطع النظير.

لماذا يتحاربون؟

أثناء عبوري من المطار إلى داخل الجنينة لفتت نظري الخضرة التي تكسو كل الأنحاء ووادي كجا الذي بدأ يستقبل مياه الأنهار داخله والنساء على جنبات الطريق يقمن بالزراعة، فعلقت لمن معي لماذا يتحاربون يا ترى مع كل هذا الجمال والألق؟

يصنعون السلام

إستاد الجنينة في الأمسية الثقافية تزيَّن بجماهير المنطقة التي احتشدت وبنجوم السودان الذين دعوا إلى السلام كما شاركت فرق محلية نادت للسلام.

وهتفت جماهير الجنينة بصوت واحد الناس في بلدي يصنعون السلام، وقال  الفنان فضيل إبان مشاركته أنه جاء إلى الجنينة لأجل السلام، موضحاً أنه يأمل أن تكون مشاركته القادمة بمناسبة الإعمار بعد أن يعم السلام كل ربوع دارفور.

بينما رسمت مجموعة محمد المهدي لوحة زاهية لنبذ القبلية والجهوية.

وعلى الصعيد المحلي غنَّت المطربة براق أبو القاسم  “مرحبتين بلدنا حبابا حباب النيل حباب الغابة”.

ومن جانبه بث شاعر البطانة البشرى قصائد مؤثرة عن أهمية السلام.

وأرسلت مجموعة فضيل الكوميدية ومليوة، رسائل توعوية عن أهمية السلام وردَّدت (الله يجيب الفرح والسلام) اقعدوا في الواطة وحلو مشاكلكم ).

وأجمع المشاركون في الاحتفال أن السلام يتحقق بالتنمية والثقافة والمسرح والرياضة.

سوق الجمارك بالجنينة

زرنا سوق الجمارك بالجنينة الذي بدأت فيه الأحداث القبلية، وكان الدخول فيه ليلاً ممنوعاً، ولقد اختلف وضعه وأصبح هادئاً بعد المصالحات التي تمت، حيث تُعرض فيه اللحوم، هو أشبه بسوق الناقة بأم درمان، ويكتسب السوق شعبية لما يقدِّمه من وجبات لحوم شهية، كما تُقدَّم فيه القهوة والشاي .

سوق الجنينة

لقد تجوَّلنا في سوق الجنينة ولم نلحظ أي مظاهر للانفلات، حيث يعد من الأسواق الشهيرة بدارفور وفيه تباع العطور بأسعار مخفَّضة كونها تدخل عبر بوابة تشاد وعطوره أصلية ولا تشبه بعض العطور المعروضة بالخرطوم، وفي اليوم التالي لمباراة المريخ والهلال التي انتصر فيها المريخ بهدف التكت تجوَّل لاعبو الفريقين بسوق العطور وداعبت لاعب المريخ التكت بأنه يريد أن يشتري بالمليار الذي ناله بمناسبة فوزه بجائزة أفضل لاعب في المباراة، فقال إنه يشتري بنفس مفتوحة.

مباراة المريخ والهلال

في يوم السبت الماضي 30 يوليو، امتلأ إستاد الجنينة عن آخره ويخيِّل لي أن كل سكان الجنينة حرصوا على حضور الحدث الرياضي الأبرز طوال تاريخ الجنينة، حيث لم يزر الفريقان الجنينة من قبل وبالفعل فقد تفاعلوا مع المباراة واستمتعوا بنجوم القمة وخرجوا فرحين وعرفوا أهمية الاستقرار.

الوالي داخل مقر الإعلاميين

فاجأ والي غرب دارفور الإعلاميين بزيارة إلى مقر سكنهم، حيث تحدث عن أهمية الإعلام في التبصير بالسلام الدعوة للإخاء والمحبة حيث قضى وقتاً طيباً ولم يفوِّت الإعلاميون السانحة ووجهوا له عدداً من الأسئلة.

كلمة أخيرة

إن كانت هنالك من كلمة أخيرة فهي لطاقم الاستقبال والضيافة الذي كان مرافقاً لنا، فقد تفانوا في خدمة ضيوفهم وأظهروا حباً للسودان ولدارفور، فلهم منا كل التحية.

 

 

 

Exit mobile version