الخرطوم: مريم أبَّشر
شرع السودان في تفعيل دوره بوصفه الرئيس الحالي لـ(الإيقاد) وذلك بعد فترة جمود أعقبت قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر والتي على إثرها جمَّد الاتحاد الأفريقي عضوية السودان في الاتحاد وقل نشاطه أو شبه توقف بعد دور فاعل لعبه رئيس الوزراء المستقيل د. عبد الله حمدوك في تفعيل آليات مجموعة (الإيقاد) التي كان يرأسها.
مؤخراً وعقب تكليف وزير الخارجية السفير علي الصادق بمهمة وزير الخارجية المكلف، وعقب شروع الحكومة الحالية في تحريك نشاط السودان الخارجي لتجاوز فترة الجمود والعزلة، بدأ السودان في التحريك لسد الفراغ وإنجاز ملفات تمثِّل أهمية قصوى لدول الإقليم الملتهب في مقدِّمتها ملف سلام جوبا، فقد شهدت الأيام الماضية تحركات فاعلة لوزير الخارجية، رئيس مجلس وزراء دول (الإيقاد).
جولة أفريقية
وأنهى رئيس مجلس وزراء (إيقاد) برفقة وفد كبير أمس، جولة شملت ثلاثاً من دول (الإيقاد) ابتدرها بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان عبر زيارة امتدت ثلاثة أيام، بغرض دعم عملية السلام بجنوب السودان، إلى جانب بحث أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين التقى خلالها بالرئيس سلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان، ونائبه د. رياك مشار النائب الأول وحسين عبد الباقي أكول، نائب رئيس جمهورية جنوب السودان، حيث أكد لقادة جوبا حرص حكومة السودان على تحقيق السلام المستدام والمضي قدماً باتفاقية سلام جنوب السودان المنشطة إلى الأمام، مثمِّناً ما تم تنفيذه من بنود الاتفاقية والحكمة التي ظلّت تتحلى بها أطراف الاتفاقية، مطالباً باستكمال تنفيذ ما تبقى من البنود للوصول إلى السلام الدائم الذي تتطلع إليه جميع الأطراف.
كما استمع إلى شرح وافٍ من رئيس جنوب السودان ونوابه حول موقف تنفيذ اتفاقية سلام جنوب السودان والتحديات التي تواجه بعض بنود الاتفاقية، وتأكيدهم على اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها تجاوز التحديات، عبر الحوار بين أطراف الاتفاقية وبمساعدة دول الإقليم.
أكد الوزير المكلف من جانبه سعي السودان لمساعدة حكومة وشعب جنوب السودان لاستكمال عملية السلام، مضيفاً بأن السودان لن يدخر جهداً لدعم عملية السلام في جنوب السودان انطلاقاً من موقعه رئيساً للإيقاد واستناداً على خصوصية العلاقة التي تربط البلدين الشقيقين، كما بحث سيادته العلاقات الثنائية بين الجانبين، وسبل تعزيزها بما يحقق المصالح العليا للبلدين، معرباً عن تطلعه إلى الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب في كافة المجالات خلال الفترة المقبلة.
وفي إطار اهتمام السودان بسلام جوبا بحث الوزير مع كل من تشارلس تاي رئيس آلية المراقبة والتقييم المعاد تشكيلها R-JMEC والجنرال أسرات دينيرو رئيس آلية مراقبة وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية CTCAM-VM، واستمع إلى شرح مفصّل حول عمل آليات دعم السلام بجنوب السودان، مشيداً بجهود هذه الآليات في تقديم الدعم المطلوب لتنفيذ اتفاقية السلام المنشطة، ومعالجة التحديات التي تواجه سير التنفيذ، وأكد أن السودان يعمل بحكم رئاسته لـ(الإيقاد) على تقديم المساعدة اللازمة لهذه الآليات، بغرض تمكينها من القيام بدورها في استكمال تنفيذ اتفاقية السلام في جنوب السودان.
كما التقى- أيضاً- في ذات السياق سفراء المجموعة الأفريقية المعتمدين لدى جوبا، وقدَّم لهم شرحاً وافياً حول أهداف زيارته إلى جوبا، مستعرضاً موقف تنفيذ اتفاقية السلام في جنوب السودان، وكيفية المضي قدماً لاستكمال البنود العالقة، مؤكداً حرص السودان على تحقيق السلام والاستقرار الدائمين بجنوب السودان لخصوصية العلاقة بين البلدين، كما استمع لرؤى السادة سفراء المجموعة الأفريقية في هذا الصدد، وبحث معهم سبل تقديم الدعم الإقليمي والأفريقي لتحقيق السلام والاستقرار في الدولة الشقيقة، إعمالاً لشعار حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية، وأمّن على أهمية العمل المشترك لضمان تحقيق الاستقرار في كافة دول القارة.
كمبالا محطة أخرى
وفي محطته الثانية بدول (الإيقاد) التقى وزير الخارجية بالرئيس يوري موسيفيني رئيس جمهورية أوغندا، بحث الجانبان العلاقات الثنائية والتطورات المرتبطة بالحوار السياسي في السودان إلى جانب مسار تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة بجمهورية جنوب السودان لرعاية البلدين لها.
قدّم الوزير تنويراً حول تطورات الأوضاع السياسية بالسودان وآخر التطورات المتصلة بها، وأشاد بحكمة الرئيس موسيفيني والتي أهلته لأن يكون مرجعاً لحل الأزمات والتحديات التي تواجه دول المنطقة والقارة، كما امتدح نتائج اللقاء الأخير الذي جمع رئيساً البلدين في مارس الماضي.
وأوضح وزير الخارجية المكلف أن السودان، ومن خلال رئاسته للإيقاد، حريص على تحقيق التنمية والاستقرار بدول المنطقة، كما قام بإطلاع الرئيس موسيفيني على نتائج اللقاءات التي أجراها بجوبا مع الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبيه، والاجتماعات مع سفراء المجموعات المختلفة المعتمدين لدى جوبا، والتي تطرَّقت إلى أهم العقبات الماثله أمام تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وإجراء الانتخابات في كل مستوياتها والبحث عن بدائل مناسبة لسد الفجوة المالية التي أحدثها وقف الدعم المالي واللوجستي الذي كانت تقدِّمه الدول المانحة.
بدوره، أعرب الرئيس موسيفني عن صادق أمنياته للسودان بالاستقرار والرخاء، وتشجيعه للأطراف السودانية على التوافق حول القضايا الوطنية وإدارة الفترة الانتقالية المقبلة بمسؤوليةٍ وحرصٍ كاملين، إلى جانب التشاور بصورة جادة في عقد الانتخابات، وأشار إلى أن بلاده ستعمل جاهدة في سبيل تحقيق الاستقرار الأمني والسياسى بجوبا والخرطوم بالتعاون مع السودان وبقية الفاعلين الدوليين، وأوضح بأنه سيبذل قصارى جهده لتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام المنشطة، فضلاً عن التصدي لكافة التحديات الأمنية بالإقليم.
مؤتمر الهجرة
وعلى صعيد منفصل، شارك السفير علي الصادق في الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري رفيع المستوى حول الهجرة والبيئة والتغيُّر المناخي الذي استضافته العاصمة الأوغندية كمبالا، برعاية منظمة الهجرة الدولية، حيث شرف اليوم الختامي بالحضور الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني ونظيره الرئيس الجنوب سودانى سلفاكير إلى جانب بعض وزراء الخارجية والبيئة بدول الإيقاد وتجمع دول شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.
أوضح الوزير أن معضلة التغيُّر المناخي تحتاج إلى تضافر كل الجهود الإقليمية والعالمية لاستخلاص أنجع السبل للتخفيف من وطأتها، كما عكس جهود السودان الكبيرة في رعاية اللاجئين، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل والمساعدة في استحداث آليات مشتركة تساعد في معالجة التحديات التي تفرزها استضافتهم بدول المنطقة، وسلط الضوء على تجربة السودان في استضافة عشرات الآلاف من اللاجئين من مختلف الدول والآثار المصاحبة لوجودهم خاصة بشرقي البلاد.
إكمال مهمة
مصدر رفيع بالإيقاد قال لـ(الصيحة)، إن السودان يواصل نشاطه المكثف من خلال موقعه رئيساً للدورة الحالية عبر نشاط مكثف لرئيس مجلس وزراء الإيقاد بجولة اختتمها أمس، التقى عبر قيادات الدولة بكل من جوبا وكمبالا بجانب مشاركة في مؤتمر الهجرة والتغيُّر المناخي الذي عقد بكمبالا وشهدته كل منظمات الأمم المتحدة،
وأضاف المصدر أن السودان نجح في عقد قمة لدول الإيقاد مؤخراً بنيروبي اعتبرت من القمم الناجحة، حيث أسفرت عن طئ ملف الخلاف بين الخرطوم وأديس أبابا، فضلاً عن تفعيل دور مبعوث الإيقاد في استعادة المسار الديموقراطي عبر الآلية الثلاثية.
مركز طوارئ بالخرطوم
وكشفت المعلومات التي تحصلت عليها (الصيحة) أن منظمة الإيقاد تجري حالياً الترتيبات لإقامة مركز للطوارئ الصحية.
وكشفت المعلومات عن أن مسؤولاً من منظمة الإيقاد يوجد حالياً بالخرطوم لإكمال قيام المركز ويعد إقامة مركز الطوارئ الصحية بالخرطوم أحد ثمرات رئاسة السودان لمنظمة الإيقاد.
نشاط مرتقب
يتوقع وفق المتابعات أن يجرى وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزارة لإيقاد اجتماعاً وزارياً لوزارة خارجية إيقاد، فضلاً عن السفيرة رحمة العبيد، سفير السودان فى جيبوتي وحسب رئاستها لرابطة سفراء إيقاد يتوقع أن تعقد هي الأخرى خلال الفترة القادمة اجتماعات مع سفراء إيقاد بجيبوتي لترتيب أولويات دول المنظومة مناقشة قضاياها الملحة خاصة وأن الإقليم يعاني من توترات أمنية، وكشفت المعلومات أن الإيقاد بصدد القيام بعمل كبير يتعلق بعمليات نزع السلاح وإعادة الدمج والتسليح، وفضلاً عن تنشيط العمل السياسي التفاوض المتعلق باستئناف الحوار بين الفرقاء السودانيين عبر الآلية الثلاثية بجانب عمل آخر مهم يتعلق بقيام ورش للتأهيل والتدريب لكوادر مفوضية الانتخابات وذلك استعداداً للانتخابات المنتخبه وأمنت المصادر على أن المهمة السياسية التي من أجلها قامت المنظمة هو حماية السلم والأمن الأفريقي بدول الإقليم.