Site icon صحيفة الصيحة

الجوع.. الخطر القادم!!!!

 

إعداد: القسم السياسي    30 يوليو 2022م

يواجه مئات الملايين من الأشخاص خطر الجوع الشديد في الأشهر المقبلة مع ارتفاع معدَّلات الفقر المدقع وعدم المساواة وانعدام الأمن الغذائي، لا سيما الركن الشرقي الذي يضم السودان وأثيوبيا والصومال وأرتريا وجيبوتي، حيث من المتوقع أن يواجه أكثر من (50) مليوناً، من مواطني تلك الدول خطر الجوع، وإذا لم تُبذل جهود متضافرة، فقد تتحوَّل إلى أزمة إنسانية يترتب عليها تكلفة بشرية تفوق التصوُّر.

 

يواجه مئات الملايين من الأشخاص خطر الجوع الشديد في الأشهر المقبلة مع ارتفاع معدَّلات الفقر المدقع وعدم المساواة وانعدام الأمن الغذائي، لا سيما في أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط، وعقب حدوث صدمات في نظم الأغذية والطاقة والتمويل.

وساهم النزاع في أوكرانيا في ارتفاع حاد في أسعار الوقود والأسمدة والمواد الغذائية، ما أدى إلى الضغط على ميزانيات الأسر وإجبار العائلات على اتخاذ خيارات مستحيلة كل يوم. وعلى الرغم من الدعوات المتكرّرة الصادرة عن الجهات الفاعلة الإنسانية، لا يوجد حتى الآن حلّ واسع النطاق للتخفيف من الضغط الذي يمارسه النزاع في أوكرانيا على السكان الذين يعتمدون بشدة على صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا.

وقال روبير مارديني، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في هذا الخصوص: “نواجه حالة ملحة وسريعة التدهور للأمن الغذائي العالمي، لا سيما في أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط، وإذا لم تُبذل جهود متضافرة وتعاونية، فقد تتحوّل هذه الحالة إلى أزمة إنسانية يتعذّر علاجها ويترتب عليها تكلفة بشرية تفوق التصوُّر”.

بلدان الصراعات

ولا يوجد مكان تتجلى فيه هذه العواقب وبشكل أوضح من البلدان التي تواجه في الأساس أزمات إنسانية ومزَّقتها عقود من الحرب أو عدم الاستقرار مثل سورية واليمن ومالي وإثيوبيا والصومال وأفغانستان، يضيف مارديني: للأسف، يمكننا أن نتوقّع رؤية المزيد من صور الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية في الأسابيع المقبلة، إذ يتأثر الأطفال بشكل غير متناسب بالأزمات الغذائية.

وحسب التقارير فإن عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الشديد والحاد المصحوب بمضاعفات طبية، ارتفع بنسبة (50%) تقريباً، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفي هذا البلد الممزَّق يدفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية العديد من العائلات إلى إخراج أطفالها من المدرسة إذ لم يعد بإمكانها تحمّل رسومها.

الماشية ..موت ملايين

يؤثر الارتفاع الحاد في الأسعار العالمية بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر عرضة للصدمات، ولا سيما مزارعو الكفاف والأشخاص في المناطق المتضرِّرة من النزاع، حيث تكون الحماية الاجتماعية ضعيفة، وشهدت هذه المجتمعات نفسها موت ملايين رؤوس الماشية هذا العام بسبب الجفاف،  ففي اليمن، وبعد سنوات من الحرب الأهلية، يعاني أكثر من (50%) من السكان – أي أكثر من (16) مليون شخص – من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

حقائق تثير قلق

يعاني ما يقّدر بنحو (346) مليون شخص، في أفريقيا من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة، وهي تعني أن ربع سكان القارة لا يحصلون على القدر الكافي من الغذاء،و يعاني قرابة (10) ملايين شخص، في السودان و(7) ملايين شخص، في جنوب السودان من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وتشهد بلدان منطقة الساحل إحدى أشد حالات الجفاف منذ عقود، وأنتج النيجر وموريتانيا أغذية تقل عن متوسط السنوات الخمس بنسبة (40%.)،

وتشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن (47) مليون شخص، إضافي سيعانون من انعدام الأمن الغذائي في عام 2022م، وبذلك سيرتفع العدد على المستوى العالمي ليصل إلى (811) مليون شخص.

///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

السودان ودول في شرق أفريقيا تحت الدائرة

المجاعة.. الخطر القادم

الخرطوم: الصيحة

رسم تقرير صدر الجمعة، عن الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا المعروفة اختصاراً بـ(ايغاد) صورة مفزعة لما تنتظره (7) دول في الإقليم بينها السودان، حيث من المتوقع أن يواجه أكثر من (50) مليوناً، من مواطني تلك الدول مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد هذا العام، ومن المتوقع أن يواجه حوالي (300) ألف شخص، في الصومال وجنوب السودان انعدام الأمن الغذائي الحاد الكارثي- المرحلة (5) من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي- مع خطر حدوث مجاعة في ثماني مناطق من الصومال، في حال فشل إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية على نطاق واسع، وارتفاع تكاليف الغذاء، وفي غياب زيادة المساعدة الإنسانية.

وحسب التقرير الذي حصلت (الصيحة) على ملخص له أن ما بين (50 إلى51) مليون شخص، من مواطني جيبوتي، إثيوبيا، كينيا، الصومال، جنوب السودان، السودان وأوغندا، سيواجون هذا العام أزمة أو ما هو أسوأ حسب المرحلة الثالثة من التصنيف، ويمثل ذلك زيادة كبيرة عن عام 2021 عندما عانى (42) مليون شخص، من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

في العام الماضي، استأثرت منطقة دول إيغاد بما يقرب من (22) في المائة من العدد العالمي للأشخاص الذين يعيشون في أزمة أو ما هو أسوأ، مع ما يقدر بنحو( 10) ملايين طفل، دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد،  بالإضافة إلى ذلك، كان (24) في المائة من جملة (51) مليون نازح، داخلياً في العالم -أيضاً- في دول إيغاد، ولا سيما إثيوبيا، الصومال، جنوب السودان، والسودان.

أرقام مفجعة

وفي إفادة لوركنيه جيبيهو، الأمين التنفيذي لهيئة إيغاد، قال: “تعرَّضت منطقتنا لضربة لم يسبق لها مثيل. إن الجمع بين الظواهر المناخية المتطرِّفة والصراع وتحديات الاقتصاد الكلي يجعل من المستحيل -تقريباً- على مجتمعاتنا تحمُّل صدمات متعدِّدة. الأرقام التي نصدرها اليوم مفجعة، وأنا قلق للغاية من أنها قد تزيد أكثر، لأن التوقعات قاتمة بالنسبة لموسم الأمطار من أكتوبر إلى ديسمبر”.

أما منسِّق الفاو الإقليمي لشرق أفريقيا وممثل المنظمة لدى الاتحاد الأفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، فقد وصف الوضع الحالي للأمن الغذائي في جميع أنحاء القرن الأفريقي بأنه “مريع” بعد فشل أربعة مواسم متتالية للأمطار، وهو حدث مناخي لم نشهده منذ (40) عاماً، على الأقل.

“الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب علينا تنفيذ استجابات قصيرة الأجل لتوفير سبل العيش مع بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل بهدف معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الغذائية في منطقتنا”.

خطر حقيقي للغاية

تسبب تغيُّر المناخ وظاهرة “النينيا” في حدوث جفاف غير مسبوق متعدِّد المواسم، مصحوب بأحد أسوأ مواسم الأمطار منذ (70) عاماً.

تشير أحدث التوقعات الصادرة عن مركز التنبؤات المناخية التابع لهيئة إيغاد بفشل موسم الأمطار للعام الخامس على التوالي، في جميع أنحاء المنطقة.

ويقول مايكل دانفورد، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا: إن الصراع والظواهر المناخية المتطرِّفة والصدمات الاقتصادية وارتفاع التكاليف -والآن تأثير الصراع في أوكرانيا على أسعار الغذاء والطاقة- كلها تدفع بالملايين نحو المجاعة في شرق أفريقيا.

“للأسف، هناك خطر حقيقي للغاية بحدوث مجاعة في المنطقة، ويجب علينا بذل كل ما في وسعنا لمنع حدوث ذلك. في الوقت نفسه، يجب أن نبدأ معاً في بناء القدرة على الاستعداد والاستجابة للصدمات المستقبلية التي باتت حتمية بسبب تغيُّر المناخ”.

 

Exit mobile version