30 يوليو 2022م
بعض اهل الخليج والدول العربية يسخرون من طريقة نطقنا للكثير من الحروف العربية ويخلقون النكات والطُرف التي تغيظنا، ونحن بالمقابل ندافع ونسب ونلعن بدون تروٍ او محاولات جادة للإصلاح على مستوى التعليم وتجويد اللغة الفصيحة… اما العامية واللهجات المحلية فالامر طبيعي، ولكن ان ندعي زوراً وبهتاناً اننا احسن من ينطق العربية ونحدثهم عن قصص وحكايات معظمها (مصنوع)، فهذا عين الخطأ الذي اوصلنا للعنوان اعلاه والذي يفترض ان يكون
(التقوي واليقين والقدوة الحسنة والغل الدفين) والذي أضاف للخطأ في النطق خطأً آخر في الكتابة (والتراب التكيل خشمنا).
ولا بد من التأكيد هنا ان هذا الخطأ الفظيع نتيجة حتمية لثورة التعليم العالي والعام والعشوائية والحماس الأهوج الذي انتهجه (الكيزان) و(الجماعات الإسلامية) وثورة (التعريب) والكم الهائل من المدارس والجامعات غير المؤهلة.
وللأسف كانت نتيجة هذه الثورة المدعاة والتهليل والتكبير (لا عربي ولا انجليزي ولا دين ذاااتو ناهيك عن غيره)، بل صفر كبير في التعليم العالي والعام، بل تدن مريع في مستوى القراءة والكتابة
واخطاء فظيعة في المناهج نفسها.
بالامس، ظهرت نتيجة امتحانات الاساس واستمعنا للمؤتمر الصحفي الذي يحتاج وحده لعشرات المقالات… ولقد شغلني عن الكتابة خطأ في اسم ابني الذي ظهرت نتيجته البارحة (سوف افرد مقالات لهذا الحدث) الذي يدل على السوء الاداري الكبير في التعليم والامتحانات.
ورغم قناعتي بان عنواني بمفرداته (الست لا غير) قد يمر على معظم الذين دخلوا المدارس وتعلموا القراءة والكتابة في عهد الإنقاذ، اما دون انتباه للأخطاء (الستة) وفي احسن الظروف لن ينتبهوا ويمرروا كلمة واحدة على الأقل (جربوا مع الناجحين حولكم).
أود أن اسرد لكم قصة عن ممتحنة اسمها (يقين) تحول اسمها (بقدرة قادر) إلى (يغين) وسوف يظل هكذا لأنّ أهلها اختاروا اسهل الطرق وأبعدوا أنفسهم عن البيروقراطية والتعقيد الإداري و(التلتلة والمزازاة).
فبعد أن حملتها أمها وهناً على وهن ثم وضعتها في ظروف (إنقاذية) قاسية التعقيد خرجت للحياة واختاروا لها اسم (يقين)، ولسوء الحظ ولأن من حرر الشهادة هو من تلاميذ (الإنقاذ) الذين لا يعرف اغلبهم القراءة والكتابة (ولا ذنب لهم في ذلك)، المهم حُررت شهادة الميلاد باسم (يغين) ولم ينتبه أهلها لذلك الا عندما أرادوا استخراج الرقم الوطني لضرورة ما، فاختار الاهل الطريق الأسهل وهو كتابة الاسم كما هو بشهادة الميلاد (يغين) وتبعته الجنسية والجواز واصبح الاسم الرسمي (غصباً عن اي زول) هو (يغين) والاوراق الرسمية تقطع الشك باليقين انها يغين…….. (لا تمحنا ولا تبلينا)…. والتعديل الآن يحتاج لكثير من المال والجهد والوقت في ظل بيروقراطية المؤسسات ( غير المؤسسة) على النظام و(كل فرد في السودان يحتل غير مكانه).
ورغم علمنا ان اليقين هو العلَم الذي لا شك فيه صارت هذه البنت هي (يغين) في دور العلم وصارت مجبرة تكتب اسمها بحرف (الغين) بديلاً عن (القاف)، والغريب في الامر معظم المعلمين الذين مروا عليها لم ينتبهوا لذلك ولا يقفون إطلاقاً عند هذا الاسم لان لا وقت لديهم (للفارغة)، هناك حصص وساعات ومال وجري من مدرسة إلى أخرى، بالامس حققت يغين درجة مذهلة وانا على يقين انه سوف يكون لها شأن عظيم، لكنها لن تسلم من السخرية.
واعود لكم في ذات الموضوع واسمي الذي تحول بطريقة مضحكة من محمد إلى عمر في نتيجة ابني (عبد المطلب محمد) ولا ندري من هو (عبد المطلب عمر).
وختاماً نبارك لكل الابناء الطلاب نجاحهم ولا ذنب لهم فيما يحدث ونشير إلى ضرورة التغيير في التعليم وهو مفتاح النجاح في كل المُستويات.
سلام