محمود عبد العزيز.. حضور رغم الغياب!!
(أ)
الراحل محمود عبد العزيز لم يكن أبداً إنساناً عادياً.. فهو كان ظاهرة حقيقية شكلت تأثيراً بالغاً في الساحة الفنية.. واستطاع أن يكسر الكثير من ثوابت الساحة الفنية حتى قالت (طق).. ولعله الفنان الوحيد بعد مصطفى سيد أحمد استطاع أن يهز عرش الكبار ويخصم من رصيدهم الجماهيري لصالح رصيده الخاص من الجماهير.. حتى أصبح صاحب القاعدة الجماهيرية الأعلى وأصبحت حفلاته عبارة عن استفتاء للمحبة وذلك المد الجنوني من المحبة لم ينحسر حتى بعد وفاته.. وسر هذا الصمود في الحب لم يجد له المحللون حتى الآن تفسيراً واضحاً ومقنعاً.
(ب)
ولعل تلك المحبة الطاغية هي واحدة من الأسرار الربانية التي يصعب فك وتحليل طلاسمها.. لذلك من البديهي أن يظل محمود عبد العزيز حاضراً في مقدمة الذهن لا يطاله غبار النسيان.. وليس الساحة الفنية وحدها هي التي افتقدت محمود عبد العزيز وكان الخاسر الأكبر هي الصحافة الفنية والتي كان يتصدر أخبارها ومتابعاتها حتى إن الزميل هيثم كابو الذي كان يرأس تحرير صحيفة (فنون) كلف الزميلة محاسن أحمد عبد الله بمتابعة كافة أخبار الراحل محمود عبد العزيز وهي من شدة حرصها ومتابعتها اللصيقة له.. أطلق عليها أستاذنا الراحل ميرغني البكري لقب (محاسن الحوت).. لذلك خسرت الصحافة الفنية كثيراً برحيله من حيث الأخبار والمتابعات والتقارير.