امتحان (وطني)!!
*جاء في الأنباء أن المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان التغيير استأنفا التفاوض بعد انقطاع دام طويلاً، لمتاريس كتيرة وضعت في طريق عملية التفاوض.
*استئناف التفاوض في حد ذاته يعني محمدة، وأن الجميع على موعد مع استقرار سياسي وأمني وشيك إن خلُصت النواياُ وقُدّمت المصلحة الوطنية على المصلحة الجزبية والشخصية، بجانب الحرص على إشراك الجميع في هذا التفاوض وصولاً لحل سياسي مُرضٍ للجميع .
*فالمرحلة التي يمر بها السودان لا تحتمل مزيد جراح، ولا مزيد تهميش للبعض أولاً ممارسة مزيد إقصاء للآخر من أحزاب ظت تُسيطر على بوصلة قوى التغيير، وكادت أن تورد البلاد بصنيعها هذا موارد التهلكة والتمزق.
* قطعاً لن نُطالب بوقف التفاوض بين العسكري وقوى التغيير، بل نطالب بتسريعه واستصحاب جميع القوى السياسية في ذلك التفاوض، لأن لديهم الحق المكفول بالمعاهدات الدولية، فالأصل ألا يتولى السلطة إلا منتخب أو جهة منتخبة بالذات المجلس التشريعي.
*وهو أمر ينبغي أن يفهمه ويعلمه كثير من الناس من الذين ضللتهم قوى الحرية والتغيير وشحنتهم بشعارات مضللة كأحقيتها المطلقة في تشكيل المجلس التشريعي، وبدأت أحزاب قوى التغيير والتي كانت ولا زالت تشدد على البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة (4- 5) سنوات وكأنها تخشى الانتخابات .
*في ظل الإقصاء الذي مارسته قوى التغيير في الأشهر الماضية، توسعت التيارات المعارضة للاتفاق الثنائي بين العسكري وقوى التغيير .
*كذلك ظهرت العديد من التيارات الأخرى التي طالبت المجلس العسكري بالتراجع عن بنود في اتفاقه مع قوى الحرية والتغيير، التي اعتبرتها إجحافاً في حقها، وأن قوى الحرية لا تمثل كل القوى السياسية، حتى تفوز بتلك القسمة (الضيزى) كما يعتبرونها.
*نعم، قد يقول قائل بأن الساحة السياسية يعتورها الآن كثير تغيير في جملة مشهدها، وأن كثيرًا من بشرياتها قد بدأت تقترب من ملامسة أشواق المواطن السوداني الذي يرنو إلى دولة يحكمها جميع أبنائها نصاً وروحاً.
* دعونا سادتي نذهب مذهب جد ونقولها بتجرد بأن الجميع الآن أمام امتحان (وطني) حقيقي يقتضي تغليب الخيار الوطني على الذاتي.
* المجلس العسكري مُطالب ببسط يديه أكثر للجميع وتقديم تنازلات أكثر وتوسيع دائرة التفاوُض والحوار لإثبات حسن نواياه السياسية.
* قوى التغيير والحرية مطالبة الآن بتناسي جراحات الماضي السياسي والأوبة إلى رشد العمل السياسي الذي يجعل من (فن الممكن) بوصلة له.
* أي تفاوض ننشده، ونحن حتى فيما بيننا (مجلس عسكري) و(قوى تغيير) والقوى السياسية الأخرى بعيدون كل البعد عن بعضنا البعض، شواهد الأحداث تؤكد أننا ومنذ الحادي عشر من أبريل الماضي لم نكن يوماً على قلب واحد من أجل وطن محزون ومبتلى اسمه السودان.
*سادتي … دعونا نتناسى الماضي بكل جراحات المثخنة ولنفتح صفحة جديدة من أجل الوطن ومن أجل المواطن.
*فالوطن الآن أشد حاجة لاتفاقنا من أجله، والمواطن قد أعياه النضال و(المتاريس)، ويتطلع لواقع مستقر في حده الآدنى ليأكل من خشاش الأرض، ناهيك عن توفير حياة كريمة له من قبل إطراف لا زالت تضعه في ذيل أولوياتها.