الخرطوم : القسم السياسي
بعد أكثر من (8) ساعات من النقاش والمداولات وإجراءات التسجيل، أجازت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين السودانيين بدار المهندس بالخرطوم أمس، النظام الأساسي وميثاق الشرف، بجانب لجنة الإشراف على انتخابـات النقيب ومجلس النقابة، وسط حضور كبير من الصحفيين الذين بدأوا التوافد إلى مقر انعقاد الجمعية منذ الصباح الباكر وحتى الساعة الخامسة التي تُوِّجت بإجازة العمومية.. في وقت اتّهمت القاعدة الصحفية المستقلة وتجمع صحفيي الولايات، اللجنة التمهيدية للصحفيين بسرقة وإقحام أسماء صحفيين في كشوفات دون علمهم وأعلنت رفضها القاطع لإجراءات اللجنة التي وصفتها بالضبابية وغير المعروفة.. فيما طالب صحفيون بتجنب الاستقطابات السياسية في تكوين النقابة التي تمثل الوسط الصحفي.
تحقيق الحُلُم
وقال رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين عبد المنعم أبو إدريس، إن الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين أجازت نظامها الأساسي وميثاق الشرف، بجانب أنها انتخبت لجنة الإشراف على انتخاب النقيب ومجلس النقابة.
وكتب أبو إدريس في صفحته على (الفيسبوك): “هذا نجاح يُحسب للصحفيين والصحفيات وللذين عملوا لهذا الحلم.. تشرّفت بالعمل مع خمسة عشر صحفياً وصحفية في الإعداد لهذا”.. وحياهم جميعاً على هذا الإنجاز والعمل الكبير الذي يؤسس لوحدة القاعدة الصحفية وتكوين جسم نقابي يمثل الجميع.
قاعدةٌ واعيةٌ
وصف الأستاذ الصحفي عبد الماجد عبد الحميد، قاعدة الصحفيين السودانيين بالواعية، وقال من حقها أن تُقرِّر في اختيار الكيان والأشخاص الذين يقومون بخدمة قضايا مهنة الصحافة ومتابعة قضايا الصحفيين وهُمُومهم خلال المرحلة المقبلة.
وكتب عبد الماجد منشوراً في صفحته على (الفيسبوك): “الاتحاد العام للصحفيين السودانيين وأنا جُزءٌ من مكتبه التنفيذي ومجلسه الأربعيني، هذا الاتحاد انتهت دورته الرسمية ولا يحق له الآن تمثيل الصحفيين لأن شرعيته منقوصة.. والاتحاد بوضعه الحالي لا يستطيع تقديم أي خدمة لجموع الصحفيين.. وليس هنالك فائدة من بقاء الاتحاد المنتهية شرعيته ممثلاً للصحفيين وليس له حيلة للعمل غير إصدار البيانات التي لا تخدم غرضاً.. ولا تُحرِّك ساكناً”.
وأضاف: اتحاد الصحفيين بقيادة الأستاذ الصادق الرزيقي أدّى ما عليه.. وآن للقاعدة الصحفية التي جاءت باتحاد الرزيقي قبل سنوات أن تعيد حساباتها وترتِّب صفوفها لمعركة ديمقراطية جديدة داخل الوسط الصحفي الذي يشهد تحوُّلات مُذهلة تستحق التوقُّف عندها بأفق مفتوح.. لا التمترس خلف اتحاد مهني انتهت دورته قانوناً.. وليس من حق قيادته السابقة الإصرار على أنها الجهة الوحيدة التي تمثل الصحفيين.
شق القاعدة الصحفية
يرى عدد من الصحفيين أن قيام الجمعية هو بمثابة شق في صفوف القاعدة الصحفية، باعتبار أن العمومية غير متفق عليها من أغلب الصحفيين خاصةً ممارسي المهنة، فيما وصف البعض خطوة تأسيس النقابة بالمهمة، لا سيَّما في ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد، مُشيرين الى أنّ الحضور الجامع هو بمثابة تدشين للنقابة، وقالوا إنّ هذا اليوم تأخّر كثيراً، دَاعين إلى وحدة صفوف الصحفيين من أجل الارتقاء بالمهنة وتحقيق مطالب القاعدة الصحفية في الخرطوم والولايات.
الاتَّحاد الشَّرعي
ورفض اتحاد الصحفيين المحلول بقيادة الصادق الرزيقي، قيام أي جسم مُوازٍ له بحكم أنه الشرعي، وحرّض الأجهزة المختصة بمنع قيام الجمعية العمومية التأسيسية لنقابة الصحفيين.
وقال في بيان “إننا في الاتحاد العام للصحفيين السودانيين نعتبر أنّ الاتحاد العام هو الجسم الشرعي الوحيـد المُنتخب بالقانون من قبل القاعدة الصحفيـة في جمعية عمومية مشهودة وهو المعتـرف به إقليمياً ودولياً، وأضاف أن أي ممارسة تتم الآن في ظل تعطيل قانون النقابات والاتحادات المهنية وتجميد نشاط المؤسسات المُنتخبة يُعتبر منهجاً ومُمارسة غير شرعية ومُخالفة للقوانين واللوائح المنظمة لإنشاء النقابات والاتحادات المهنية والمُعترف بها من قِبل منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للصحفيين والاتحادات والمنظمات الإقليمية للصحافة والإعلام”.
ورفض الاتحاد طبقاً لـ(البيان)، قيام أي جسم انقسامي مُوازٍ في ظل غياب القانون الذي ينظم عمل النقابات والاتحادات، فهذا العمل تقوم به مجموعات سياسية تنطلق من أجندات مكشوفة وتهدف لخدمة أهداف ذات صبغة سياسية لا علاقة لها بالمهنة ولا أوضاع الصحفيين، ونطالب في هذا الصدد وبقوة أن تقوم السُّلطات الرسميـة برفع القيود عن الاتحاد العام للصحفيين وإلغاء قرار تجميد نشاطه ورد الأمر للقاعدة الصحفية، لتُقرِّر بشأن مَن يمثلها عبر ممارسة ديمقراطية راشدة وحريـة التعبير وإبـداء الرأي الحُر، وإننا نُجدِّد وقوفنا مع الخيـار الديمقراطي للقاعدة الصحفية.
وناشد الاتحاد، القاعدة الصحفيـة والعضوية بعدم السماح لأي جهة أن تعمل على شق صف الصحفيين وتفتيت لحمتهم، مطالباً إيّاها بمقاطعة أي فعاليـة من شأنـها إحداث انقسام وسط الكيان الصحفي المتماسك، كما طالب الأجهـزة المُختصة والجهات القانونية بعدم السماح لأي نشاط من هذا النوع حفاظاً على استقرار البيئة الصحفيــة، سيَّما وأن بلادنا تعيش وضعاً انتقالياً متأزماً ولا يسمح بمزيد من الشقاق والتناحر والانقسامات.
نقابة مستقلة
كشفت مجموعة القاعدة المستقلة وتجمُّع صحفيي الولايات، خلال مؤتمر صحفي عُقد بالخرطوم الخميس، عن تجاوزات كبيرة في السجل الصحفي المزعوم والدفع بأسماء لا يوجد لديها سجل ممارسة المهنة وأخرى غير معروفة للوسط.
واتّهمت القاعدة الصحفية المستقلة وتجمُّع صحفي الولايات، اللجنة التمهيدية للصحفيين بسرقة وإقحام أسماء صحفيين في كشوفات دون علمهم، وأعلنت رفضها القاطع لإجراءات اللجنة التي وصفتها بالضبابية وغير المعروفة.
وأعلنت رفضها القاطع لتكوين جسم سياسي في الصحافة السودانية، وأكّدت شروعها في اتخاذ إجراءات قانونية.
وأكد رئيس القاعدة الصحفية د. طارق عبد الله في مؤتمر صحفي الخميس، عدم السماح باستخدام الصحافة في العمل السياسي، وقال: نريد صحافة غير ملوثة بالسياسة وسنقاتل لاستقلالية المهنة، وجدّد السعي لتكوين نقابة مهنية مستقلة تشمل كل الصحفيين تعبر عن الصحفيين، لا أن تكون بوقاً للحكومة أو عصاة للمعارضة، وأكد البدء في إجراءات العضوية وإعداد دستور وتكوين لجنة قانونية.
وقال ممثل الولايات محمد حسن كبوشية، إنّ قضية صحفيي الولايات تتمثل في الحقوق المفقودة والتي لا تهتم بها المجموعات الثلاث التي تحاول التحدث والعمل باسم جميع الصحفيين، موضحاً أنهم ليسوا ضد الزملاء، وإنما ضد الممارسات السياسية التي تنفذ باسم الصحفيين، وأضاف أنهم ليسوا دعاة تفرقة، مهدداً بطرح التمييز الإيجابي للصحفيين بالولايات لرد الحقوق المسلوبة من قِبل الناشرين والذين يمثلون النقابة لاحقاً.
وكانت الجمعية العمومية للصحفيين التي انعقدت أمس بدار المهندس بالخرطوم، قد شهدت حضور عدد كبير من الصحفيين بمختلف انتماءاتهم وميولهم السياسية، رافعين شعار: “لكل حزبه والنقابة للجميع”، حيث شهدت المداولات نقاشات حادّة في بعض الأحيان وبشفافية تامّة، كشفت فهم الصحفيين للممارسة الديمقراطية بعد طول غياب.
وبعد إجازة النظام الأساسي لنقابة الصحفيين رغم علاته، فإنه أصبح وثيقة قانونية مُعتمدة لجموع الصحفيين لمُمارسة مهنتهم.