الموسم الصيفي… بين مطرقة التحديات وتهديد الفشل
الخرطوم: سارة إبراهيم 24 يوليو 2022م
أعلن عدد من المزارعين بمختلف الولايات عن رغبتهم في اعتزالهم مهنة الزراعة واتجاههم لأعمال أخرى، وأرجعوا الأسباب للخسائر الكبيرة التي تكبدوها المواسم السابقة وإهمال الدولة للقطاع وتنبأوا بفشل الموسم الصيفي الحالي الذي تحاصره المشاكل التي لا حصر لها ابتداءً من المبيدات والتقاوى والتمويل والري وغيرها من العوامل التي توحي بالفشل .
معضلة حقيقية
ومن جانبه قال المهندس الزراعي بمحلية العباسية تقلي، محمد عباس لـ(الصيحة): إن الموسم الزراعي الصيفي الحالي بشقيه المروي والمطري تواجهه تحديات كبيرة أبرزها التمويل الذي لم يصلنا إلى الآن بالرغم من أن الخريف بدأ منذ أكثر خمسة عشر يوماً، وإلى الآن كثير من المزارعين لم يبدأوا العملية الزراعية في المنطقة، بجانب التمويل هناك عقبة كبيرة في عدم توفر الجازلين وغلاء أسعاره في السوق السوداء، مشدِّداً على أهمية التدخل العاجل للدولة لإنقاذ الموسم الصيفي،
وأوضح محمد أن الأسمدة والمبيدات تشكِّل معضلة حقيقية للموسم المطري الذي نتوقع هطول الأمطار بمعدلات عالية هذا العام حسب تقارير الأرصاد الجوي.
تكرار الفشل
وفي ذات السياق قال المزارع محمد عبد القادر: إن هنالك حالة من الإحباط والاستياء وسط المزارعين، وأرجع السبب إلى عدم إيفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه القطاع الزراعي وعدم توفير مستلزمات الموسم من تمويل وجازولين وأسمدة وغيرها من المستلزمات، ما تسبب في حالة من الهلع والخوف من تكرار فشل الموسم الزراعي الحالي.
غلاء التحضيرات
ومن جهته وصف حسن زروق، وهو مزارع بالقضارف موسم الأمطار بالجيِّد، ولكن هنالك غلاء في التحضيرات، وقال: إن سعر برميل الجازولين قفز من العام الماضي (١٤٠٠) ألف جنيه، إلى (٧٠) ألف جنيه، فيما وصل جوال سماد اليوريا إلى (١٥) ألف جنيه، بعد أن كان (٤) آلاف فقط، العام الماضي، وأوضح أن تقاوى القطن تضاعفت من (١٠٠) ألف العام الماضي، إلى (٦٠٠) ألف جنيه، بإجمالي تكلفة تحضير (١٠) آلاف فدان، في القطن وصلت (٥٠) مليوناً.
إجراءات توفير التقاوى
وأمس الأول بحث وزير الزراعة الغابات د. أبوبكر عمر البشرى، مع مدير عام البنك الزراعي محمد آدم، مشكلة الوقود والسماد، أكد وزير الزراعة والغابات بأن إجراءات توفير التقاوى لصغار المزارعين تم الاستعجال بها وسيتم توزيعها للولايات خلال هذا الأسبوع.
وفي ذات السياق أكد مدير العام البنك الزراعي محمد آدم، أن ما يخص وقود الزراعة فإنه تم الاتفاق المبدئي مع شركات البترول على أن تقوم بتسهيل وتوفير الوقود اللازم للمزارعين في شكل تمويل وسيتم توقيع العقد يوم غدٍ مع هذه الشركات.
وأضاف آدم: إن هناك (25) ألف طن، من سماد اليوريا، بدأ أمس، ترحيلها من بورتسودان لأفرع البنك المختلفة كدفعة أولى، أما سماد الداب نفس الكمية (25) ألف طن، تم التعاقد عليها مع شركة سودانية كدفعة أولى.
هذا وقد وعد مدير عام البنك الزراعي بالسعي بتوفير المبالغة اللازمة لتمويل السلم .