24 يوليو2022م
يُحكى أن رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته هي الإشراف على الأباريق لحمام عمومي، والتأكد من أنها مليئة بالماء، بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق لدخول الحمام، ثم يرجع الإبريق بعد أن ينتهي من الحمام إلى صاحبنا الذي يقوم بإعادة ملئها للشخص التالي وهكذا.
في إحدى المرات، جاء شخصٌ وكان مستعجلاً، فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه، فصرخ فيه مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة إليه، فرجع الرجل على مضض، وأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذه الشخص ثم مضى سريعاً لدخول الحمام، وحين عاد لكي يُسلِّم الإبريق، سأل مسؤول الأباريق لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر، مع أنه لا فرق بين الأباريق..؟
فقال مسؤول الأباريق بتعجُّب إذن ما عملي هنا..!
إذن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته، وأنه يستطيع أن يتحكّم، وأن يأمر، وأن ينهي، مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج إلى التعقيد، ولكنه يريد أن يكون سلطان الأباريق.
إنْ سلطان الأباريق هذا موجودٌ بيننا كساسة وكحكام ومؤسسات، بل كتنظيمات مهنية ومنظمات مجتمع مدني وخاصةً في هذه الفترة الانتقالية منذ أبريل ٢٠١٩م، حيث إن أغلب ما يتحدثون عن الثورة ويتحكّمون فينا في الفترة الانتقالية بقوة سلطان الأباريق هذا.. ولا سلطة للشعب والتي هي مكانها الانتخابات.
إنّ حكم الزندية هذا أي سلطة سلطان الأباريق هذه قد أضرت بالحياة العامة في السودان، وأثّرت تأثيراً مباشراً في معيشة وحياة الناس.
فالشوارع تغفل وتكسر وتهدم وتترس الطرق، وتقوم التظاهرات وتنفض، وتصدر البيانات، كل ذلك بسلطة سلطان الأباريق.
وكل الدنيا في السودان تسير بأوامر سلطان الأباريق، حتى فولكر المسؤول الأممي يتعامل معنا في السودان خارج منفستو صلاحياته وتفويضه، ولكن عبر سلطة سلطان الأباريق.
أيُّها السادة إلى متى نحن تحت رحمة سلطان الأباريق هذا..؟
أما آن الأوان ان نذهب إلى سلطة الشعب (الانتخابات)
ونُودِّع سلطان الأباريق هذا..؟!