إلى كبار المريخ وحكمائه؛ انتبهوا: تعيين لجنة تسيير سيعقِّد الأزمة، وستُلغى بواسطة “كاس”
هل نترك المريخ يسعى بين صفا الحفرة، ومروة الدحديرة؟
بقلم: حسن جبورة 25 يوليو 2022م
يقول مثلنا الشعبي (الفشه غبينتو خرب مدينتو)، ولذلك سألقي عليكم اليوم قولاً ثقيلاً.
لنكن صريحين، حتى لا تأخذنا العزة بالإثم بعيداً، حيث لا حيث، ولنفكر بعقول مفتوحة تقينا نيران (الغباين) التي برع السيد آدم سوداكال في تأجيجها، ولا نتمترس حول القنصل حازم مصطفى، فهو ليس بأفضل من سوداكال، وقد وضعنا بين خيارين؛ إما الحفرة، أو الدحديرة.
ليس هناك أي فرق بائن بين سوداكال وحازم، فكلاهما نرجسي، مهووس بالرئاسة، دكتاتور، ويده مغلولة إلى عنقه، وأنهما كلاهما لا يشبهان رؤساء المريخ، إذ أن سوداكال دمر كل جميل في المريخ، أما حازم، فلم يصلح شيئاً دمره سوداكال، بل زاد فأراق ماء وجه المريخ عند أبناء خؤولته، ولن ننسى له هذه السقطة التاريخية.
من سخرية الأقدار على المريخ؛ أن كلا الجمعيتين (الموردة والإستاد؛ أنتجتا لنا رئيسين طريدين، فحازم مقيم بالأمارات، ومطلوب في السودان، وسوداكال يعيش في السودان، ومطلوب في الأمارات.. وأصبح المريخ (سندوتشاً) بينهما. ومن يعتقد أن جمعيته على حق، والأخرى على باطل، فليراجع عقله.
ولكي نأخذ بتلابيب أزمة المريخ، نحاول هنا؛ سرد القصة بإيجاز، ثم نعرج إلى الحل:
1 – آدم عبدالله مكي، المشهور بسوداكال، رشح نفسه لرئاسة المريخ في انتخابات 2017، وفاز بالتزكية يوم 19/ سبتمبر2017م.
2 – وللعجب العجاب، انهالت عليه الطعون من كل حدب وصوب ابتداءً، حتى بلغت تسعة طعون في ساعات، ولم يكن هناك مرشح يرغب في أن يكون مكانه، وانتشاته الصحافة المريخية، إلا قليلاً، قدحاً وذماً، حينها؛ وقفنا معه، ودافعنا عنه بشراسة تجاوزت الحدود أحياناً، لأنه كان صاحب حق، فلو أن الناس استبقوا (التزكية)، وقدَّموا مرشحاً آخر، أياً كان، لكانوا درأوا وصول شخص حبيس السجون طريداً، ليكون رئيساً لأكبر وأعرق نادٍ سوداني، لكنه من الناحية القانونية ليس عليه حكماً باتاً من المحاكم، يمنعه الترشح، وهذا ما أقرته المحكمة.
3 – وزير الشباب والرياضة اليسع الصديق التاج، والمفوَّضية، وآخرون من ورائهم، تماهوا مع الحملة، وعيَّنوا لجنة تسيير برئاسة الأستاذ محمد الشيخ مدني.
4 – لجأ سوداكال للمحكمة الإدارية التي أبطلت قرار الوزير، وأعادت له شرعيته، وننوِّه هنا إلى أن اليسع الصديق سبق له أن رفض تعيين سوداكال نائباً لجمال الوالي في لجنة التسيير التي تم تعيينها بتاريخ 14/12/2016 (كراهية لوجه الله كدا)، بالرغم من أن سوداكال كان من الأقطاب الداعمين للنادي بالمليارات.
5 – تمزَّق مجلس سوداكال ــ فقد استقال بعض الأعضاء، واختلف التسعة الباقون، ستة في جهة، بقيادة محمد موسى الكندو، وثلاثة في الجهة الأخرى بزعامة سوداكال.
6 – ولو كانت مجموعة الكندو وعلي أسد ذكيةً كفاية، وتقدَّم أعضاؤها باستقالاتهم، لانهد المجلس على رأس سوداكال تلقائياً، وأجارونا من هذا الشر المستطير، لكنهم هربوا إلى الأمام على الطريقة السودانية.
7 – وكان لمجلس اتحاد البروف شداد، كفلين من العذاب الذي ذاقته جماهير المريخ، فقد ساند بعضهم (المريخاب)، مجموعة الكندو، وبعضهم الآخر (الهلالاب)، بما فيهم رئيس الاتحاد، وقفوا مع سوداكال، فتفرَّق دم المريخ بين (الكميونات) المصلحية المتصارعة.
- مجموعة الكندو، وكبار المريخ، ارتكبوا خِطئاً كارثياً آخر، حين أصروا على قيام جمعية الموردة لإجازة النظام الأساسي (27/3/2021)، وانتخاب اللجان العدلية، وهم يعلمون مسبقاً أن آدم سوكال خاطب الفيفا يوم 19/مارس/2021، يطلب تأجيل الجمعية المعلنة بالتاريخ أعلاه. وكان يجب انتظار توجيهات الفيفا، سلباً كانت أم إيجاباً، لأن الفيفا لا تعمل سكرتيرة لدى أندية واتحادات السودان، يأمرون فيستجاب لهم خلال 72 ساعة.
والدليل على ذلك أن الفيفا خاطبت سوداكال ب ـ
Mr. president Adam Abdulla Adam
ووافقت على تأجيل الجمعية المعنية، بعد ثلاثة عشر يوماً،(31/مارس/2021م) للمبرِّرات التي ساقها (رئيس المريخ ـ آدم عبد الله آدم، حسب الفيفا) في خطابه للفيفا، ورأت الفيفا أن المبرِّرات موضوعية (مرفق). وبالتالي تصبح مخرجات جمعية الموردة في نفس التاريخ، من إجازة النظام الأساسي، وانتخاب اللجان، كأن لم تكن، لأن ما بني على باطل فهو باطل. وعليه أيضاً؛ فإن محاولات لجنتي الحوكمة والانتخابات اللتان انتخبتهما جمعية الموردة، لتعيين لجنة تسيير، أياً كان رئيسها، لن يكون لها أي أثر قانوني، وستسقط بالضربة القاضية من “كاس”، إذا خاطبها سوداكال مجدَّداً، ولعل مدثر خيري يقوم الآن؛ بصياغة مذكرة الطعن في مشروعية لجنة التسيير التي لم تشكَّل بعد، وقد ذكروا ذلك قبل أسابيع، لأن المشكلة ليست في الجمعية التي انتخبت مجلس حازم، وإنما في جمعية النظام الأساسي واللجان العدلية(27/مارس/2021).
9 – البيان الذي أصدرته مجموعة سوداكال(17/ يوليو/2022) حوى تهديدات شديدة اللهجة لاتحاد الكرة، حمَّله فيها مسؤولية الخسائر التي سيتكبدها النادي في حال رفضه تسليمهم (السيستم)، ومفاتيح النادي. هذا البيان هو شرك نصب بدقة وإحكام لتعقيد المعقد، وسيدخل المريخ في كارثة مركبة لن ينجو منها قريباً، لأنه استند على خطاب آن سوفي مسؤولة نظام انتقالات اللاعبين بالفيفا، السبت 16/يوليو الجاري، وقد طالبت الاتحاد السوداني لكرة القدم بضرورة التواصل مع آدم سوداكال بخصوص السيستم، لتستمر (حجوة أم ضبيبينة) المريخية، ويستمر الفراغ الإداري،
10 – الحجج التي نسوقها نحن المناهضون لمجموعة سوداكال الذي دمر كل شيء في المريخ، من بنيات تحتية ولاعبين، ونسيج مجتمعي، تلك الحجج هي أن سوداكال رئيس سابق، ومجلسه الحالي غير شرعي، وأن جمعيته العمومية مكوَّنة من (الشفع وستات الشاي وسائقي الدرداقات المستجلبين)، وأنهم لا يعلمون عن المريخ وتاريخ المريخ شيئاً، كل هذا قد يكون صحيحاً، ولكن من يقنع شخصاً، يكاد يكون مريضاً برئاسة المريخ (مسنوداً بالفيفا)، وخُيِّل إليه أنه لن يعيش إذا فارق كرسي الرئاسة، شأنه شأن أي جنرال أفريقي أو عربي، حتى يأتيه اليقين.
أكثر من ذلك يعتقد سوداكال أنه مقصود في شخصه، وأن المريخ ليس لجميع السودانيين، لأن الناس واجهته (بالشينة)، بمجرَّد إعلان فوزه بالتزكية، وقادت حملة كادت تنسف أحلامه لغسل ماضيه، بل حاضره آنذاك، ولذلك فإن سوداكال يقود الآن ـ حرب بسوس ـ ضد الذين ناجزوه ابتداءً، ولا يأبه لنتيجة حربه على المريخ، (يحرق ولَّا يغرق).
11 – تعامُل الفيفا مع سوداكال، والأحكام الغامضة المربكة التي أصدرتها “كاس”، وهي حمَّالة أوجه وتأويلات، لكنها حسمت عدم شرعية مجلس حازم، وأوحت لسوداكال بأنه الرئيس الشرعي، وهذا يعطيه حق تعقيد المشهد المريخي إلى ما لا نهاية.
هناك حقيقة يجب أن نعيها، ونتعامل معها بعقلانية، وهي؛ أن سوداكال كان جزءًا من مجتمع المريخ بعطائه المحفوظ، لكن السنوات الخمس الماضية، كشفت لمجتمع المريخ أن الرجل يفتقر لأي كارزيما أو مهارات قيادية تؤهله ليكون رئيساً لنادٍ بحجم وتاريخ المريخ، وكان يجب أن ينزوي بعيداً من تلقاء نفسه، بعد فشله المتراكم، وقد بدا لنا الآن، أن الرجل أصيب بداء متلازمة كرسي الرئاسة، وأنه أصبح رهينة عند الذين يتكسبون من حوله. ولذلك يجب أن نفكِّر بطريقة مختلفة، لأن الضجيج لن يعيد إلينا مريخنا المغدور من بعض أبنائه.
أود أن أقول لكبار المريخ، وللجنتي الحوكمة والانتخابات (غير الشرعيتين)، فكروا قليلاً، ودعوا القفز فوق الواقع، إن كنتم تريدون لناديكم الخلاص من الأزمة التي يعيشها الآن، وإن إدارأتم فيها، سيجيء اليوم الذي تقولون: لم نسمع كلام قصير.
الحل في الصدمة
بالرغم من أن القنصل حازم مصطفى رمى بكلمات عابرات، يقصد بها التهكم والسخرية، إلا أنني أرى أنها تشكِّل المخرج الوحيد من هذه الورطة التي صنعناها جميعنا، وليس سوداكال وحده. لقد قال حازم إنه على استعداد لمبايعة سوداكال وتسليمه مفاتيح النادي إذا كان جاداً ومستعداً للقيام بمسؤولية النادي.
إذاً فلندعم هذا الاتجاه، لأن ليس هناك خيار آخر يوقف سوداكال من الاستمرار في حربه الانتقامية.
على كبار المريخ عقد اتفاقية بينهم وبين مجموعة سوداكال، تكون موثقة، وبشهادة الاتحاد السوداني لكرة القدم، ووزارة الشباب والرياضة الاتحادية، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية الخرطوم، بصورة إلى الفيفا، تتضمَّن الآتي:
أ. إبراز جميع العقود الموثقة بين مجلس سوداكال والمحترفين (السوبر) الذين قال إنه تعاقد معهم، وتجديد عقود جميع لاعبي المريخ مطلقي السراح حتى أكتوبر2022م، كما وعد.
ب. تنفيذ مشروع استثماري حقيقي يدر للنادي ما لا يقل عن عشرة ملايين دولار سنوياً، على أن يعاد إليه رأس ماله في شكل أقساط خلال فترة محدَّدة.
ج. استمرار المدير الفني الحالي غازي الغرايري، والمدير الرياضي النفطي، لأنهما يسيران في طريق تطوير الفريق فنياً وإدارياً، وتنفيذ طلباتهما كافة.
د. يستمر الأستاذ محمد سيد أحمد الجكومي ولجنة تأهيل الإستاد في عملهم كلجنة مستقلة حتى نهاية عملها، ومن ثم تسلم الإستاد للمجلس برئاسة سوداكال، على أن يتنازل (كبسور) من القضايا التي رفعها ضد الشركات التي تبرَّعت بتكاليف تأهيل الإستاد.
ه. تقديم ميزانية واضحة، تراجع بواسطة المراجع العام، وتصفير الديون، سواءً أكانت للاعبين أو مدربين أو أي ديون أخرى، إذا فشل في إدارة النادي، وأزيح عبر انتفاضة جماهيرية أو سقط في الانتخابات.
و. إجراء مصالحة شاملة لتوحيد الكيان، وتوفير المناخ المناسب للمجلس ليعمل بهدوء، ودون أي عراقيل، أو (ضوضاء)، لنغلق أمامه مبرِّرات الفشل.
نقطة ضوء
من أراد بالمريخ خيراً، فليوافق على هذا المقترح، وتسليم النادي لسوداكال. فإما نجح نجاحاً مبهراً ظاهراً تذهب به الركبان، وحينها سيجد جماهير المريخ سنداً له وعضداً، لأنها ـ أي الجماهير؛ لا قبيلة لها ولا جهة، ولم ترهن نفسها في يوم من الأيام لكائن من كان، إلا بعطائه غير المجذوذ، وسترفعه مكاناً علياً مع العظماء، آخرهم الرئيس المحبوب المهذب المعطاء بلا حدود، جمال الوالي. وأن الجماهير، همها الأول والأخير، ينصب في رفعة المريخ، وأن تراه دائماً محلِّقاً عالياً مع الكبار، أفريقياً وعربياً.
أو إذا فشل في تنفيذ الشروط، ستتولى الجماهير التي صبرت على نزقه طويلاً، ستتولى إزاحته بالقوة الجبرية، وليس الانتخابات، لأنه حتماً سيقاتل بأسنانه حتى يصير أدرماً، ليظل رئيساً للمريخ.
للتواصل، هاتف رقم: 0912150666
ونلتقي إن كان في الكأس باقي.